هنالك اتجاهان متصارعان في بنية الخلاف الطائفي الذي يزداد حدة في العراق . الاتجاه الأول متأثر بالاعتبارات السياسية الداخلية ويتعلق بفشل القوى الشيعية والسنية والكردية حتى الآن في تطوير صيغة للحكم وادارة الدولة تخفف الشعور بالتهميش او الاقصاء لدى بعض الاطراف ، ولا تقود الى تقسيم البلاد في نفس الوقت. اما الاتجاه الثاني ، فهو متأثر بالديناميات الاقليمية وتعبر عنه الجماعات الشيعية والسنية الأكثر طائفية ، وهو الذي يرى الصراع الراهن في العراق جزءا لايتجزأ من رقعة الصراع الأوسع في منطقة المشرق العربي والذي يراد له ان يتبلور بين معسكرين : معسكر سني تقوده او تدعمه قوى اقليمية سنية مثل تركيا وقطر والسعودية ، ومعسكر شيعي تقوده ايران.
ويمكن الاستنتاج انه كلما ازداد الخلاف حدة واستعصى الوصول الى حل عراقي داخلي ، كلما ازدادت قوة الجماعات الراديكالية وبالتالي تأثير خطابها الذي يميل الى تصوير الأمر على انه صراع كوني سني-شيعي لايعترف بالحدود القائمة ولايهتم بالفصل بين البيئات الداخلية .