صنعت العازفة اللبنانية إيمان حمصي ثورةً في العزف على القانون، آلة موسيقية عربية-تركية،وتريةٌ أشبه بالقيثارة إلى حدٍّ بعيد. وفي أوجّ عطاءاتها، رحلت إيمان وغابت معها أوتار الحب الجميل والأنثى الرقيقة. تعبت أناملها إذ تسلل المرض إلى عظامها وجمّد حركتها فما بقي إلا روحها الشفاف ينثر حولنا أرقى نغم وأعذب رنين. وانحفرت في ذاكرة اللبنانيين والعرب صورة تلك السيدة منحنية على القانون تعزف أروع المقطوعات وأصعبها بتقنياتٍ وأساليب مبتكرةٍ ومتقدمة.
من سنواتها الأولى وقعت إيمان حمصي أسيرة حبها للآلةالموسيقيةٍ الصعبة والجذابة. حين كان رفاقها يلهون ويتسلون بألعاب الصغار يداعبون الدمى ويغفون بقربها، جعلت القانون لعبةً ورفيقًا وصديقًا وعشيقًا. أمضت وأوتارها أجمل الأوقات ففرحت وحزنت معها ونامت معها ورحلت معها.