تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

عنصريّة وتمييز ضدّ الأفارقة السود في العراق

An African-Iraqi woman begs for money on a street in Basra, 420 km (260 miles) southeast of Baghdad December 4, 2008. Inspired by Barack Obama's election in the United States, some black Iraqis plan to run in a forthcoming election, to end what they call centuries of discrimination because of their slave ancestry.  Picture taken on December 4.  To match feature IRAQ/BLACKS     REUTERS/Atef Hassan (IRAQ) - RTR22FNQ
اقرأ في 

يتفاجئ الكثيرون حين يسمعون بوجود أقليّة ذات بشرة سوداء من أصول إفريقيّة في العراق، وتحديداً في البصرة. وتكون المفاجأة الأكبر، حين يسمعون بالعنصريّة والتمييز ضدّهم. وعادة ما يصدر ردّ فعل أوّلي من قبل هؤلاء، من خلال رؤية نمطيّة تتكرّر وتقول بأن "عصر العنصريّة ضدّ ذوي البشرة السوداء انتهى منذ عقود أو بمجيء الإسلام". ولكن تلك الرؤية النمطيّة تصطدم بأرض الواقع المجتمعي في العراق. فعلى الرغم من عدم وجود عنصريّة قانونيّة في النظام التشريعي العراقي منذ تأسيس الدولة العراقيّة (1921)، إلا أن هؤلاء القوم محاصَرون بأنواع من التمييز والعنصريّة في داخل المجتمع، ما يفرض على النظامَين التشريعي والتعليمي وكذلك على الإعلام الرسمي العراقي بذل اهتمام خاص، من خلال تشريع قوانين تجرّم أيّ شكل من أشكال العنصريّة أو التمييز ضدّ هؤلاء ومن خلال تثقيف المجتمع في هذا الخصوص.

وكان العراق قد شهد كما البلاد الأخرى في العالم القديم، تجارة الرقّ على نطاق واسع. فبغداد كانت عاصمة الخلافة العباسيّة على مدى خمسة قرون. وكانت تجارة الرقيق آنذاك، في إحدى أبرز فترات ازدهارها. وكان العبيد والإماء من مختلف الأعراق، يُساقون إلى العراق ليتمّ بيعهم في أسواق النخاسة. وتشكّل ثورة صاحب الزنج (869−883) مثالاً تاريخيّاً لانتشار ظاهرة الرقّ آنذاك وشدّة العنصريّة والظلم بحقهم. فهي انطلقت من البصرة لتضمّ نصف مليون عبد وتكتسح بلاداً شاسعة. وقد امتدّت لتبلغ مكّة حيث سرق العبيد الحجر الأسود من الكعبة، كرمز لقيم أسيادهم التي أباحت تجارة الرقيق. لكن، تمّ القضاء عليهم أخيراً، فقُتِل الآلاف وشرّد العديد منهم ورجعوا عبيداً مجدداً كما كانوا.

Access the Middle East news and analysis you can trust

Join our community of Middle East readers to experience all of Al-Monitor, including 24/7 news, analyses, memos, reports and newsletters.

Subscribe

Only $100 per year.