تأثّرت السياحة بكلّ أنواعها في سيناء سواء أكان في جنوبها أم في شمالها، خصوصاً السياحة الجبليّة التي توقّفت حركتها في جنوبها وذلك بسبب الإجراءات الأمنية مثل غلق عدد من الجبال ومنع سير السيارات الدفع الرباعي التي تستخدم في السياحة الجبلية، وذلك وفقاً للاقتراح برغبة الذي قدّمه عضو مجلس النوّاب عن جنوب سيناء عطيّة موسى جبلي في 4 تمّوز/يوليو من عام 2018 إلى رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي ووزيـر الدفـاع والإنتـاج الحربيّ القائـد العـامّ للقوّات المسلّحـة الفريق أوّل محمّد زكي بشأن توقّف حركة السياحة الجبليّة في محافظة جنوب سيناء، وكذلك توقّف سيّارات السير الخاصّة بسيّارات الدفع الرباعيّ.
وذكر الاقتراح "أنّ أسباب توقّف السياحة الجبليّة جاءت نتيجة الجهود الكبيرة التي تبذلها القوّات المسلّحة الباسلة في العمليّة الشاملة "سيناء 2018" للحفاظ على أمن الوطن وتطهيره من دنس الإرهاب".
واقترح عطيّة موسى "تشغيل سيّارات الدفع الرباعيّ في المدن السياحيّة بعد موافقة الجهات الأمنيّة، على أن يتمّ ترخيص هذه السيّارات لمدّة عام من أجل تأمين الضمان الأمنيّ لصاحب السيارة ووضع جهاز تتبّع لكلّ سيّارة دفع رباعيّ يتّصل بالجهات الأمنيّة حتّى تستطيع تتبّعها".
وكانت القوّات المسلّحة المصريّة قد أعلنت في 9 شباط/فبراير من عام 2018 عن انطلاق العمليّة العسكريّة الشاملة في سيناء ورفع حال التأهّب القصوى في شبه جزيرة سيناء، بالتّعاون مع قوّات الأمن التابعة لوزارة الداخليّة، لشنّ عمليّة شاملة تستهدف العناصر المسلّحة.
وأشار موسى في حديث لـ"المونيتور" إلى أنّ "السياحة الجبليّة من أهمّ أنواع السياحة في جنوب سيناء وتحتاج إلى سيّارات الدفع الرباعيّ للسير داخل الجبال، والتي توقّفت بسبب المواجهات بين القوّات المسلّحة والإرهابيّين"، وقال: "إنّ المقترح الذي قدّمته في البرلمان هو تشغيل سيّارات الدفع الرباعيّ تحت أعين الجهات الأمنيّة من خلال وضع جهاز تتبّع في السيّارة والسماح بالسير في الطرق الجبليّة والأودية حتّى تعود السياحة الجبليّة، مرّة أخرى، إذ يتمتّع جنوب سيناء بمناظر طبيعيّة داخل الجبال لا مثيل لها في العالم".
وأكّد المرشد السياحيّ في جنوب سيناء سليمان الجبالي خلال تصريحات لـ"المونيتور" أنّ "هناك قرارات من الجيش لغلق عدد من الجبال التي كانت تستخدم في السياحة الجبليّة، وقال: "إنّ جبل سانت كاترين مسموح فيه السير والرحلات، نظراً لشهرته الدينيّة وسط السيّاح، إذ يتواجد فيه دير سانت كاترين، ولكن اتخّذت إجراءات أمنيّة مكثّفة للرحلات في هذا الجبل، وهي السير داخله من دون سيّارة دفع رباعيّ والالتزام بالممرّ الأمنيّ وقضاء ليلة واحدة فقط وعدم إقامة أيّ حفلات فيه".
وأشار إلى "أنّ السياحة الجبليّة كانت مصدر دخل للسياحة في جنوب سيناء، حيث أنّ سكّان جنوب سيناء بغالبيّتهم من البدو الذين يسكنون الجبال، وكان مصدر رزقهم حفلات السيّاح ورحلاتهم داخل الجبال، وكانت الرحلة الواحدة تستمرّ أكثر من يوم، لكنّ الظروف الأمنيّة منعت تلك الرحلات والحفلات"، وقال: "إنّ قرارات منع الرحلات داخل الجبال في جنوب سيناء تزامنت مع انطلاق العمليّة الشاملة التي أطلقتها القوّات المسلّحة للقضاء على الإرهاب في سيناء، حيث هناك مخاوف من استغلال الجبال للتسلّل في شمال سيناء".
أضاف: "من الضروريّ الفصل بين جنوب سيناء وشمالها، إذ أنّ جنوبها خالٍ من الإرهاب، والمواجهات الأمنيّة تتركّز في شمالها الذي هجرته السياحة تماماً، لكنّ جنوبها آمن، ولا بدّ من توفير كلّ السبل الممكنة لجذب السيّاح. ولذلك، يجب تسهيل الإجراءات الأمنيّة لعودة السياحة الجبليّة كسابق عهدها".
وتمتلك محافظة جنوب سيناء عدد من الجبال التي كانت تستقبل رحلات وحفلات السياحة الجبلية ومن أبرز هذه الجبال جبل سانت كاترين و جبل موسى.
وأكّدت عضو مجلس النوّاب عن جنوب سيناء النائبة سارة صالح في تصريحات لـ"المونيتور" أنّ "السياحة داخل جنوب سيناء تواجه عوائق كثيرة، أبرزها تشديد الإجراءات الأمنيّة، الأمر الذي أثّر على سير السياحة"، وقالت: "إنّ السياحة الجبليّة في جنوب سيناء من أهمّ أنواع السياحة وتأثّرت بفعل تشديد الإجراءات الأمنيّة، بما في ذلك منع سير السيّارات الرباعيّة الدفع. يجب تخفيف حدّة الإجراءات الأمنيّة، لا سيّما أنّ العاملين في السياحة بغالبيّتهم هم سكّان المحافظة ومعروفون لدى الأجهزة الأمنيّة ولا خطر منهم، بل هناك تعاون كامل بينهم وبين رجال الأمن في سيناء".
ورفض رئيس هيئة تنشيط السياحة المهندس أحمد يوسف، خلال اتصال له مع المونتيور، ذكر أي إحصائيات أو أرقام عن عدد السياح في جنوب سيناء مبررا ذلك " إن الجهات الرسمية ترفض الإدلاء عن أي أرقام أو إحصائيات عن السياحة في جنوب سيناء خوفا من استهداف الإرهاب لهم".
بدوره، رأى مساعد وزير الداخليّة السابق اللواء محمّد نور الدين أنّ "التشديد الأمنيّ في جنوب سيناء ومنع سير السيّارات الرباعيّة الدفع وغلق الكثير من الجبال إجراءات ضروريّة، في ظلّ العمليّة الشاملة لمواجهة الإرهاب في سيناء، إذ يتمّ تضييق الخناق على العناصر الإرهابيّة في شمالها، فتهرب إلى الوسط وتتمّ مواجهتها، وليس أمامها سوى الهروب إلى جنوب سيناء"، وقال خلال تصريحات لـ"المونيتور": "إنّ العناصر الإرهابيّة تستخدم في عمليّاتها سيّارات رباعيّة الدفع، وذلك للهروب عبر الجبال. ولذلك، جاءت قرارات المنع والحذر الأمنيّ".
وأشار محمّد نور الدين إلى "أنّ المصلحة العامّة للوطن تقتضي مساندة أهل سيناء لقرارات الأمن والجيش في مواجهة الإرهاب، وتحمّل نتائج تلك القرارات".