فرّاً من الحرب والظروف الاقتصاديّة الصعبة في العام 2011، جاؤوا بعطورهم الشرقيّة إلى مصر، والتي سرعان ما أثبتت وجودها وأصبحت محلّ طلب من المصريّين قبل الشوام بحلول العام 2015. بين كلّ ميدان وآخر في محافظتيّ الإسكندريّة والقاهرة خصوصاً، تجد عشرات المحال التي غزت السوق المصريّة، وأمامها شاب يمسك بإحدى يديه مجموعة من الأوراق المعطّرة تستنشق منها عبير دمشق، منذ أن تطأ قدميك الطريق الذي يكمن في منتصفه محلّه، ويمدّ يده الأخرى إلى المارّة يعطيهم من تلك الأوراق المعطّرة وتصاحبها كلمة "يسعد صباحك " أو "يسعد مساك".
وتشتهر سوريا بصناعة العطور منذ القرن الثاني عشر، خصوصاً في مدينة "دمشق"، التي تمتاز بالعطور الدمشقيّة العربيّة، وهي تعدّ إحدى البلدان المصدّرة للزيوت العطريّة، نظراً لاتّساع مساحات أراضيها لزراعة الأزهار والورود العطريّة، وتأتي "الوردة الشاميّة الدمشقيّة" في المرتبة الأولى من حيث الأهميّة، وهي الأكثر شهرة بين الورد في العالم، وقد نقلها اليونانيّون والمصريّون قديماً إلى أوروبا وإفريقيا.