عادة ما يتفادى كبار المسؤولين العسكريين الأردنيين من الظهور في الإعلام ولا يدلون ببيانات سياسية أو يقدمون تحليلات عسكريّة معمّقة حول القضايا المحليّة أو الاقليميّة، وخاصّة للإعلام. بالتالي كان من خارج المألوف وغير المتوقّع أن يقوم رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال محمود فريحات بإعطاء مقابلة لـ"بي بي سي بالعربيّة" في 30 كانون الأوّل/ ديسمبر. ومع أنّ ذلك يعتبر حدثًا ملحوظًا بحدّ ذاته، غير أنّ مضمون هذه المقابلة أثار دهشة أكبر في عمّان ودفع المتابعين والمحليّين بالتساؤل عن معنى هذه التصريحات والهدف منها.
جاءت المقابلة في أعقاب الهجوم الارهابي على مدينة الكرك الجنوبيّة في 18 كانون الأوّل/ ديسمبر الماضي الذي أسفر عن مقتل عشرة أشخاص بين مدنيين وأمنيين، ووسط شكاوى عن فشل الحكومة من توفير معلومات متّسقة حول الخليّة الارهابية التي تمّ كشفها عن طريق الصدفة. وقد تمّ نشر المقابلة بعد سقوط حلب الشرقية في سوريا في 16 كانون الأوّل/ ديسمبر وإجلاء الثوّار إلى معقلهم في إدلب وتناول فيها فريحات بشكل أساسي ما يلي: