في ظلّ الخشية من تدخّلات دول الجوار في تحديد مستقبل الأراضي العراقيّة المحرّرة من "داعش"، تبذل بغداد جهوداً مكثّفة لتحسين العلاقات مع جوارها الإقليميّ وتمتينها. لا أحد يعرف كيف ستكون الخارطة السياسيّة في العراق بعد نهاية "داعش"، فهل سيبقى هذا البلد موحّداً وفق النظام السياسيّ المبنيّ على الشراكة بين الطوائف الثلاث، أيّ الشيعة، السنّة والأكراد؟ أو هل سيمنح المناطق السنيّة نوعاً من الحكم الذاتيّ مشابهاً لحال إقليم كردستان؟ أم سيتّجه نحو التّقسيم وانفصال مناطق السنّة والأكراد عنه؟ هذه التخوّفات جعلت بغداد تتّجه نحو بناء علاقات استراتيجيّة متينة مع دول الجوار لمنعها من القيام بدور داعم لتوجّهات الانفصال والتقسيم في المناطق المحرّرة.
وفي هذا الإطار، استقبل رئيس الوزراء العراقيّ حيدر العبادي نظيره الأردنيّ هاني الملقي، ضمن وفد كبير في بغداد بـ9 كانون الثاني/يناير الحاليّ، وضمّ الوفد الأردنيّ وزراء: الطاقة والثروة المعدنيّة، الإعلام، الماليّة، الزراعة، الصناعة، التجارة والتموين، النقل والخارجيّة. وأعلن المتحدّث باسم الحكومة الأردنيّة محمّد حسين المومني في تصريحات صحافيّة أنّ الجانبين سيناقشان "سبل استئناف العمل في المشروعات المشتركة التي جرى إقرارها في وقت سابق، وفي مقدّمتها مشروع أنبوب النفط والغاز من البصرة إلى ميناء العقبة".