معظم المتابعين للحرب السوريّة يعرف أنّ أطرافها المسلّحة موزّعة بين جيش النّظام والفصائل المعارضة المختلفة والإسلاميّين من "داعش" و"النّصرة" وغيرها، وصولاً إلى المجموعات الكرديّة مثل حزب العمال الكردستاني ومسلحو قوات الإدارة الذاتية الكردية، لكنّ قلّة من الناس تعرف أنّ في سوريا، إلى جانب كلّ تلك المجموعات، ميليشيا مسيحيّة مسلّحة، تقاتل على أكثر من جبهة، وتقوم بحماية أصغر الأقليّات السوريّة المهدّدة بالزوال.
أحيقار عيسى، وهو أحد مسؤولي هذه الميليشيا، التقاه موقعنا في بيروت، حيث روى قصّة القوّة المسلّحة الّتي ينتمي إليها وأهدافها وما يمكن أن يحكى عن أخبارها وأسرارها. ويقول عيسى بداية، أنّه سوريّ أوّلاً، ومسيحيّ سريانيّ - أرثوذكسيّ ثانياً، أيّ أنّه كما يؤكّد ويفتخر، من تلك الجماعات الأصيلة الّتي وجدت في سوريا منذ ألفي عام، أيّ قبل كلّ الجماعات الأخرى الّتي حلّت في سوريا بعدها، وهذا ما يدفع عيسى وجماعته إلى التمسّك بهويّتهما وأرضهما وإلى حمل السلاح دفاعاً عنهما.