نجح الجيش اللبنانيّ بعد سلسلة اشتباكات استمرّت نحو 72 ساعة، في صدّ هجوم مسلّح نفّذه إرهابيّون من "جبهة النصرة"، على موقع له قرب الحدود السوريّة، في منطقة رأس بعلبك، شمال شرق لبنان. لكنّ الحرب هناك لم تنته، والأخطر أنّ مؤشّرات مقلقة تكشّفت من المعركة الأخيرة، وتلقي بثقلها على الجيش وعلى لبنان.
بدأت المواجهة الأخيرة بين الجيش والإرهابيّين فجر الخميس في 22 كانون الثاني/يناير 2015. وعن وقائعها، كشف مصدر عسكريّ مسؤول لموقعنا، أنّ وحدات الجيش المتمركزة في تلّة الحمرا، في مواجهة الحدود السوريّة، بين بلدتي عرسال ورأس بعلبك، كانت تترقّب انحسار موجة الثلج التي ضربت المنطقة قبل أسبوعين، وكانت تتوقّع مع تراجع طبقة الثلج المتراكمة في تلك الجرود، أن يعمد الإرهابيّون إلى مباغتة بعض المراكز المتقدّمة، وفي طليعتها تلّة الحمرا. كما كان الجيش يستعدّ لربط تلك التلّة بنقاط أخرى مجاورة، عبر استقدام جرّافات وشقّ طرقات ميدانيّة تسهّل عمليّة انتقال الجيش وتواصله، وتسمح له بمراقبة أكبر للجرود المحيطة.