دمشقر- اعتاد جمال، (25 عاماً) أن يقضي معظم أيّام العطل من كليّته في جامعة دمشق في منزل أخيه حسام في مدينة عدرا العماليّة (25 كم شمال شرق دمشق)، حيث يمرح مع أطفاله الثلاثة ويتذوّق أطباق زوجة أخيه البارعة في الطبخ الغربيّ، لكنّه، ومنذ اقتحام مقاتلي جيش الإسلام مدينة عدرا العمّاليّة في 14 كانون الأوّل/ديسمبر 2013، لم يعد قادراً على القيام بذلك، إثر اختطاف عناصر الأخير عائلة أخيه كاملة.
يقطن جمال مع والدته وشقيقته في حيّ "المزّة 86" الشعبيّ، ذات الغالبيّة العلويّة، والذي من الصعب جدّاً دخول مناطقه الداخليّة، بسبب انتشار اللجان الشعبيّة التي تمنع أيّ شخص لا يقطن هناك من الدخول. وصلنا إلى مشارف الحيّ، حيث كان جمال يجلس إلى جانب سائق سيّارة الأجرة التي تقلّنا، رفع يديه إلى عنصر اللجان الشعبيّة قائلاً: "كيفك يا حبيب، هدول ضيوفنا"، ليشير العنصر إلينا بالتقدّم.