تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

عن إعلام الإخوان المسلمين

.شهادة من أرض الحدث عن العنف الدموي في القاهرة حيث لقي 51 شخصا على الاقل حتفهم في خلال اشتباكات بين القوى الامنية المصرية ومناصري محمد مرسي
Muslim Brotherhood's President-elect Mohamed Morsy is seen on screens at the Egyptian Television headquarters control room during his first televised address to the nation in Cairo June 24, 2012. Morsy's victory in Egypt's presidential election takes the Muslim Brotherhood's long power struggle with the military into a new round that will be fought inside the institutions of state themselves and may force new compromises on the Islamists. Picture taken June 24, 2012. To match Analysis EGYPT-ELECTION/STRUGGL

في الاول من يوليو, نشرت المونيتور موضوعا كتبته معلقا على كذبة علاج الايدز وكيف تشابهت مع الدعاية التي روجتها قيادة الاخوان المسلمين ونشرتها بلا توقف من خلال شبكتها الاعلامية واسعة الانتشار. في اليوم التالي, نشر الموقع الرسمي للحرية والعدالة - والذي ظل يعمل بعد مصادرة واغلاق الصحيفة الورقية – ترجمة مضللة لكتاباتي وتم ترويجها الاف المرات عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

هذه الواقعة ما هي الا مثال مصغر لأداء إعلام الإخوان المسلمين منذ بزوغ نجمهم بقوة عقب استقالة حسني مبارك في 2011. في الواقع, يعتقد الكثير من المصريين, بما فيهم انا شخصيا, ان الجهاز الاعلامي للجماعة يتحمل مسؤولية شق كبير من خسائرها الفادحة والفوضى التي تعم البلاد وفي بعض الاحيان لطخت يدى هذا الاعلام بالدماء.

فور استقالة حسني مبارك في فبراير 2011, لم يتقدم الإخوان المسلمون فقط لمقدمة الساحة السياسية في مصر, بل أحاطت الجماعة نفسها بخط هجوم مسعور من الصحف والقنوات الفضائية وأنشطة التواصل الاجتماعي. وبحلول نوفمبر من نفس العام, لم يخل ركن من اركان الاعلام المصري ممن يدعمون الجماعة في عامها الخامس والثمانين, واستحوذت الجماعة على 47.5 في المائة من اول برلمان مصري بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير.

أما بوصول محمد مرسي للحكم في يونية 2012, أصبح الجهاز الإعلامي للإخوان المسلمين عنيفا لدرجة أضرت بالجماعة وتحول بعدها تدريجيا إلى جهاز تدمير ذاتي.

"يدعون أن الإعلام تامر ضد مرسي لكن الحقيقة أن الجماعة سارعت للسيطرة على الصحف والقنوات المملوكة للدولة وأنشأت اكثر من عشر قنوات إعلامية خاصة هاجمت المعارضة ودعمت النظام الحاكم رغم فشله،" كان هذا رأي المدون المصري "ذي بيج فيرو" الذي يظل اسمه الحقيقي مجهولا للكثير من الالاف من متابعيه.

"أحد الأسباب الرئيسية لإنقلاب العامة عن الإخوان المسلمين وإتباعهم بعض قنوات المعارضة هو كم الخداع والتوحش الذي وصل له خطاب الإخوان, وساعد أدائهم على عزل مرسي لاحقا."

يوم الخامس من ديسمبر 2012 كان بمثابة لحظة فارقة للإخوان والشعب عامة. إندلعت المواجهات امام قصر الاتحادية في شرق القاهرة بعد نداء من القيادي الاخواني خيرت الشاطر الذي أمر اتباعه بمهاجمة افراد المعارضة المعتصمين خارج أسوار القصر. انتشر نداء الشاطر بشكل هستيري عبر إعلام الجماعة وكانت النتيجة مقتل 11 فردا وإصابة المئات.

"يتحمل الإخوان المسلمون مسؤولية الضحايا بما فيهم ضحايا الإخوان الذين اصابهم أذى في هذه الليلة," كان هذا رأي "ذي بيج فيرو" الذي يعتقد هو والكثير من المصريين ان إعلام الاخوان لا يختلف عن الإعلام الداعم للسيسي الذي ينتقده الإخوان منذ عزل مرسي وصعود عبدالفتاح السيسي الى الرئاسة.

قال بيج فيرو: "كلاهما يكذب ويحرض على العنف وكلاهما مسؤول بالتساوي. أماني الخياط لا تختلف في وجهة نظري عن خالد عبدالله."

أوقفت أماني الخياط, مذيعة اون تي في المتألقة, عن العمل الاسبوع الماضي بقرار من صاحب القناة والميلياردير الشهير نجيب ساويرس بعد أن وجهت اهانات فجة للمملكة المغربية على الهواء مباشرة.

"انتو عارفين ان من اهم اقتصاديات المغرب هي اقتصاديات الدعارة؟" قالت الخياط مخاطبة جمهورها اثناء تعليقها على الدور المحتمل للمملكة المغربية في الحرب الدائرة حاليا بقطاع غزة وبعد خطاب موجه للمملكة من خالد مشعل, رئيس المكتب السياسي لحركة حماس.

أما خالد عبدالله على الجانب الاخر, فكان من المع مروجي محمد مرسي احد مقدمي برامج قناة الناس التي اغلقت بعد عزل مرسي. تم منع خالد عبدالله من الظهور الاعلامي بحكم قضائي في 2013 بعد أن خصص عددا من الحلقات لمهاجة الممثلة المصرية إلهام شاهين. بدأ الهجوم على شاهين بعد محاكمة عبدالله بدر, مروج أخواني اخر, والذي حبس بتهم التشهير بعد اتهامه الممثلة بترويج العري والدعارة عبر افلامها السينيمائية.

وبالرغم من فجاجة إعلام الاخوان المسلمين خلال فترة حكمهم القصيرة إلا أن ادائه بعد عزل مرسي تحول الى مصيبة أكبر. يرى الكثير ان اعلام الجماعة تعمد تضليل أتباعه وقادهم بشكل غير مباشر الى القتل في العديد من جولات القمع التي انتهت بما وصفته منظمة هيومان رايتس واتش العالمية "أخطر حوادث القتل الجماعي غير المشروع في التاريخ المصري الحديث" 

"المنصة التي تم اقامتها بميدان رابعة العدوية وأصرارها على العناد ونشر المعلومات المغلوطة ساعدت في ما ألت اليه الامور في اعتصامات الإخوان," قال محمد سيد الذي ذكرت قصة أمه التي تصارع المرض في كتاباتي التي ترجمها أعلام الجماعة بما يتناسب مع مصالحهم.

لمدة خمسة اسابيع في ميدان رابعة العدوية, كنت المنتج الميداني لأحدث افلام بي بي إس فرونتلاين, ايجيبت إن كرايسيس, استمعت الى المنصة يوميا, جلست في مقابلات مطولة مع قيادات الاخوان من جميع المستويات وشهدت شخصيا الجولة الاولي من القتل – وكانت بمثابة اعلان صريح عن مدى دموية النهاية القريبة – والتي وقعت امام نادي الحرس الجمهوري. قتل واحد وخمسون من اتباع الاخوان المسلمين في هذا اليوم، بعد أن دفعوا بإشاعات القيادة المضللة التي ادعت اعتقال محمد مرسي داخل المبنى العسكري.

"إعلام الجماعة ينتقي ما يظهره بمظهر الضحية لأن الحقيقة في بعض الاحيان تدينهم, هذه الترجمة مثال على ذلك وهي على الاقل سيئة النية وكاذبة," أضاف محمد سيد في حواره مع المونيتور.

ذي بيج فيرو ومحمد سيد, وكلاهما ليبرالي, أكدا على عدم وجود اي تبرير للمذبحة التي ارتكبتها السلطات المصرية, لكن لا شيء يعفي الإخوان المسلمين من المسؤولية ايضا.

لم يتفق الليبراليين وحدهم على هذا الرأي. أحمد قاسم, وهو سلفي  يعرف الكثير ممن شاركوا في اعتصام رابعة وبعض من قتلوا فيه، انتقد الأخوان بشدة على الرغم من اعتراضه على مدى تحملهم لمسؤولية الدماء المراقة.

"إعلام الاخوان المسلمين لا يحاول الوصول الى الاخرين, هو إعلام موجه ويقوم بتوجيه تابعي الجماعة حسب سياستها. إعلامهم لم يقض فقط على الفرص الذهبية التي توفرت لهم اثناء وجودهم في الحكم بل أيضا دمر سمعتهم والتعاطف الشعبي الذي حصلوا عليه يوما ما," قال قاسم في حواره مع المونيتور. "أما بالنسبة لفض اعتصام رابعة فالأمر معقد وأعتقد ان الاخوان يتحملون مسؤولية ضئيلة بينما يتحمل النظام كامل المسؤولية عن الدماء."

بالرغم من هذا, يعتقد قاسم انه كان على الاخوان أخلاقيا ان يعطوا لاتباعهم تقييما أمينا عن وضعهم المتدهور وحرية ان ينصرفوا عن الاعتصام بسلام, بينما يؤكد ذي بيج فيرو أن قيادات الاخوان "كانوا قادرين على انتزاع فتيل الوضع المميت ولم يقوموا بذلك, على العكس, ظل أعلامهم مصرا على تضليل اتباعهم."

وعلى مستوى مشابه لكن اكثر جدلا, نشر عبود الزمر, القيادي بالجماعة الاسلامية الذي خطط لإغتيال الرئيس أنور السادات في 1981 وبعدها قاد المراجعات الفكرية التي نبذت العنف, مقالا يوم 29 يونية يتسائل فيه "عن تفاصيل ما دار بين يوم 30 يونية (المظاهرات الحاشدة) ويوم 3 يوليو (يوم عزل مرسي)" في ظل معرفة محمد مرسي وجماعة الأخوان "انه يوجد فقط خيارين, اما التنحي او العزل بتدخل الجيش."

سأل الزمر سؤالا اخر اكثر اهمية: " نذهب إلى المشهد الثاني الخطير وهو مشهد رابعة فبأي دليل شرعي تم ترك الآلاف من الرجال والنساء والأطفال دون أن يؤمروا بالخروج من المكان قبل المداهمة؟ ثم ماهو الدليل على الحث على الثبات بالصدور العارية تحت صدمات النيران؟ وماهي المصلحة العليا التي تحققت من هذا المشهد؟"

"نرجوا التوضيح."  

وإلى الان, لم تعالج الترجمة المضللة لمقالتي المنشورة في المونيتور بالرغم من اعتراضي الرسمي لموقع الحرية والعدالة, وتم تجاهل طلباتي المتكررة للتعليق والتي اوصلتها الى الموقع الرسمي, والى متحدث سابق للجماعة والى مسؤول التواصل الاجتماعي الحالي.

أنا ايضا أرجو التوضيح.

Join hundreds of Middle East professionals with Al-Monitor PRO.

Business and policy professionals use PRO to monitor the regional economy and improve their reports, memos and presentations. Try it for free and cancel anytime.

Already a Member? Sign in

Free

The Middle East's Best Newsletters

Join over 50,000 readers who access our journalists dedicated newsletters, covering the top political, security, business and tech issues across the region each week.
Delivered straight to your inbox.

Free

What's included:
Our Expertise

Free newsletters available:

  • The Takeaway & Week in Review
  • Middle East Minute (AM)
  • Daily Briefing (PM)
  • Business & Tech Briefing
  • Security Briefing
  • Gulf Briefing
  • Israel Briefing
  • Palestine Briefing
  • Turkey Briefing
  • Iraq Briefing
Expert

Premium Membership

Join the Middle East's most notable experts for premium memos, trend reports, live video Q&A, and intimate in-person events, each detailing exclusive insights on business and geopolitical trends shaping the region.

$25.00 / month
billed annually

Become Member Start with 1-week free trial
What's included:
Our Expertise AI-driven

Memos - premium analytical writing: actionable insights on markets and geopolitics.

Live Video Q&A - Hear from our top journalists and regional experts.

Special Events - Intimate in-person events with business & political VIPs.

Trend Reports - Deep dive analysis on market updates.

All premium Industry Newsletters - Monitor the Middle East's most important industries. Prioritize your target industries for weekly review:

  • Capital Markets & Private Equity
  • Venture Capital & Startups
  • Green Energy
  • Supply Chain
  • Sustainable Development
  • Leading Edge Technology
  • Oil & Gas
  • Real Estate & Construction
  • Banking

We also offer team plans. Please send an email to pro.support@al-monitor.com and we'll onboard your team.

Already a Member? Sign in

Start your PRO membership today.

Join the Middle East's top business and policy professionals to access exclusive PRO insights today.

Join Al-Monitor PRO Start with 1-week free trial