ستشكّل تهم الفساد الموجّهة ضدّ حزب العدالة والتنمية محور الانتخابات البلديّة المقبلة المرتقبة في 30 آذار/مارس. فعوضاً عن التركيز على إنجازات الحزب في مجال الخدمات البلديّة على مدى السنوات العشر الماضية، قرّر رئيس الوزراء رجب طيّب أردوغان تكريس جهوده للدفاع عن نفسه ضدّ تهم الفساد المستشرية، علماً أنّ النجاح الانتخابيّ الذي حقّقه حزب العدالة والتنمية في السنوات العشر الأخيرة يعود إلى سياسات الحزب البلديّة.
فقد حرصت البلديّات التابعة لحزب العدالة والتنمية على تقديم خدمات بلديّة محورها المواطنون وعلى تحسين البنى التحتيّة الضروريّة بهدف تحديث المدن المضمحلّة. وأثبت الحزب، بفضل نجاحه على الصعيد البلديّ، أنّه قادر على تقديم أكثر من مجرّد إيديولوجيا إسلاميّة، وإدارة المدن بكفاءة ومسؤوليّة. لكنّ إنجازات الحزب في السياسات البلديّة تحدّدت منذ البداية باتّجاهين متضاربين ألا وهما مشاريع بنى تحتيّة واسعة النطاق ترافقها خطط تحويل مدينيّ من جهة، والتزام بالقيم المحافِظة يعود إلى النسيج الاجتماعيّ العثمانيّ للمدن التركيّة التاريخيّة من جهة أخرى.