استخدمت الجماعات المتشدّدة السنيّة أساليب العمليات الانتحاريّة بشكل واسع في السنوات الأخيرة وقد حقّقت لها نجاحات في القتال مع أعدائها من الدول الغربيّة وأنظمة الحكم في المنطقة. ولم نسمع عن قيام المقاتلين الشيعة بتلك العمليات، على الأقلّ في السنوات الأخيرة. لكن يبدو أن اشتداد القتال الطائفي قد أغرى الشيعة أيضاً باللجوء إلى العمليات الانتحارية ضدّ أعدائهم من الجماعات السنيّة المتشدّدة.
وقد علم "المونيتور" من مصدر مقرّب من المليشيات الشيعيّة المقاتلة في سوريا، أن عمليّتَين انتحاريّتَين قد نفذتا في الأسبوع الأخير من شهر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي. وهذا ما أكده أيضاً ناشطين مدنيّين من داخل الأراضي السوريّة. وقد حدثت كلتا العمليّتَين على جبهة القتال مع عناصر المعارضة. وقد سرد المصدر لـ"المونيتور" أجواء تلك العمليّتَين قائلاً، "كانت مجموعة صغيرة شيعيّة مؤلّفة من نحو عشرين مقاتل تواجه ما يقرب إلى خمسمائة مقاتل من المعارضة في منطقة الغوطة القريبة من دمشق. ولم يكن لديها أي حظ للخروج بانتصار أو للهروب من ميدان القتال. وعليه قام شاب بطل بشدّ المواد المتفجّرة حول نفسه راكضاً نحو جموع المقاتلين الأعداء ليفجّر نفسه بينهم ويخلّف نحو مئة قتيل وجريح".