حلب، سوريا - عندما التقيت نضال أول مرة قبل بضع سنوات، بدا لي لطيفاً ومتواضعاً. كان يعمل في شركة خاصة بعد الظهر لتأمين متطلّبات العيش، شأنه في ذلك شأن معظم الموظفين الحكوميين الذين يتقاضون أجوراً متدنّية في سوريا. لم يكن يوحي بشيء استثنائي أو خارج عن المألوف؛ بل كان مجرد شخص عادي من معارفي. لكن الحرب الأهلية كانت كافية لإحداث فارق كبير في غضون سنوات قليلة. فقد راح نضال الجالس قبالتي في مقهى عصري في الجزء الغربي من حلب في أيار/مايو الماضي، يخبرني عن صعوده إلى منصب قيادي رفيع في كتائب البعث ويتباهى بمآثره ومعاركه وانتصاراته.
كتائب البعث هي في شكل أساسي ميليشيا مؤلّفة من أعضاء من حزب البعث موالين للنظام، وجميعهم متطوّعون. أنشئت هذه الكتائب في مدينة حلب بعيد دخول الثوّار إليها وسيطرتهم على الجزء الأكبر من قسمها الشرقي. وقد نُشِرت كتائب البعث في البداية لحراسة المباني الحكومية والمنشآت الحيوية، إلا أن دورها تعزّز مع تزايد أعدادها وقوّتها.