كل من يسعى بصدق للبحث عن دليل على أن القيادة الفلسطينية جادة في سعيها للتوصل الى تسوية سلمية مع إسرائيل لا بد أن يجد أكثر مما يكفي من الأدلة لذلك. في الواقع، الأدلة كثيرة لدرجة أن البعض ممكن أن يسيئ فهم الموقف بأنه ضعيف ومندفع بيأس نحو التسوية. مثل هذه القراءة تخطيء في فهم الموقف المسؤول والمبدئي للقيادة الفلسطينية المستند إلى ما ترى فيه مصلحة شعوب المنطقة، وفي مقدمتها مصلحة الشعب الفلسطيني.
إن الاختبارات المتوالية لنوايا الفلسطينيين مع رفع درجة صعوبتها من خلال الاصرار على مطالب غير معقولة من شأنها أن تأتي بنتائج عكسية وتهدد ما يمكن أن يكون الفرصة الأخيرة لتحقيق السلام على أساس حل الدولتين. لا يمكن ان يحمل المرء على محمل الجد الدعوات الصادرة للفلسطينيين والتي تصل حد مطالبتهم بالقبول بمعتقدات او مبادئ صهيونية كالاعتراف باسرائيل دولة يهودية.