تأتي معادلات الشرق الأوسط اليوم خارج الحسابات الرياضيّة التي تُبنى عليها التحليلات السياسيّة التقليديّة، بل إن حركة ثورات الربيع العربي التي تزامنت مع احتقان طائفي كبير في المنطقة قد حوّلت الشرق الأوسط الى شبكة عنكبوت تتكوّن من مواقف متداخلة يصعب فكّ شِفرتها.
وثمّة عدد متنوّع من العوامل الفاعلة في المناقشات والعلاقات الجارية في المنطقة، ما يجعل طبيعة الصراع الشرق أوسطي مختلفة تماماً وأكثر تعقيداً مقارنة مع طبيعة الصراعات في المناطق الأخرى من العالم. فيأتي العامل الديني ممزوجاً بتكوينات مذهبيّة مختلفة الأشكال، إلى جانب العامل الاقتصادي الممزوج بشكل معقّد مع قضيّة النفط، بالإضافة إلى الصراعات السياسيّة التقليديّة بين الأطراف المتنافسة. إلى ذلك، ما زال السياق العام للصراع ما بين الحداثة والتقليد يلعب دوراً في الصراع الجاري، ومن ضمن ذلك العامل الاجتماعي المتمثّل بالبنية القبليّة لشعوب المنطقة. من هنا، تؤدّي كلّ هذه العوامل دورها بشكل فعّال لتجعل الصراع الشرق أوسطي معضلة مقفلة المخارج وصعبة التداول.