شارك بعض الليبيين في ما بات يُعرف باسم ثورة 17 فبراير التي انطلقت من بنغازي، في شرق ليبيا، في العام 2011. ولم يكن في حينها هناك أي شخصّة قيادية تكون ممثّلة لهؤلاء الليبيين في ما كان يُنظر إليه على أنه حلقة أخرى من ما يسمى بالربيع العربي. فكانت ثورات غاب عنها قادتها في وجه قادة تونس ومصر وليبيا وحكوماتهنّ الفاسدة في حينها. إلاّ أن الوضع لم يدم طويلًا.
ففي ما يخصّ ليبيا، كان بعض السياسيين والوزراء والدبلوماسيين وأصحاب المناصب العالية من موظفي الخدمة المدنية على استعداد لتولّي قيادة ما اتّضح أنه يبعد كلّ البعد عن الثورة العفويّة والحقيقية، إذ أدخلت ليبيا في حالة من الفوضى والحرب الأهلية والتدخل العسكري الأجنبي والذي كان الأكثر تدميرًا والذي تزعّمته فرنسا والمملكة المتحدة قبل أن يتولّى حلف شمالي الأطلسي (الناتو) المهمّة. وكانت المفاجأة في انضمام الموالين التقليديّين لمعمر القذافي من وزراء سابقين إضافة إلى الممثل الدائم لليبيا في الأمم المتحدة عبد الرحمن محمد شلقم إلى صفوف من عُرفوا باسم الثوار الليبيين.