يعمل الكرملين جاهداً على تجسيد فكرة إنشاء أربع مناطق عدم التصعيد ("آمنة") في سوريا حيث عاثت الحرب فساداً، في حين يحاول مساعدة الرئيس بشّار الأسد على استعادة السيطرة على الأراضي التي خسرها في الشرق. في ما يتعلّق بالغرب، تتحدث موسكو عن نهاية للحرب الأهلية بحكم الأمر الواقع، كما يكمن هدفها في إضعاف المعارضة السورية في السر. أما في ما يتعلّق بشرق سوريا، فتسعى روسيا جاهدة، ولو بتكتّم، للنأي بالنفس عن المواجهة الأمريكية-الإيرانية والإبقاء على قنوات التواصل مع واشنطن. كما تدعو إلى تخفيف النفوذ الأمريكي والكردي، وتحضّ الأوليغارشيين المؤيدين للكرملين على المساعدة في إصلاح الوضع الاقتصادي.
تبدو السياسة الروسية في سوريا ناجحة، مما من شأنه أن يترك أثراً ايجابياً على الشعب الروسي قبل الانتخابات الرئاسية المقرّر عقدها عام 2018. الاّ أن مجموعة من المشاكل تعترض طريق موسكو عند المضي قدماً بخططها التكتيكية البحتة. تواصل القوات الحكومية السورية حربها في درعا، أما الجبهة الجنوبية – تحالف المتمرين الذي بالكاد استطاع الوقوف في وجه النظام حتى مؤخراً - فقاطعت الجولة الخامسة من المفاوضات التي استؤنفت في 4 تموز\يوليو في أستانا، كازاخستان.