أشاد السياسيون الإيرانيون من مختلف الانتماءات السياسية بانتخاب رئيس جديد في لبنان. فقد انتخب مجلس النواب اللبناني ميشال عون رئيساً للجمهورية في 31 تشرين الأول/أكتوبر، مُنهياً فراغاً رئاسياً استمر أكثر من عامَين.
لقيت هذه الخطوة ترحيباً شديداً في طهران. فقد اتصل الرئيس حسن روحاني بعون وهنّأه على انتخابه، قائلاً له: "إيران جاهزة لتوسيع العلاقات الديبلوماسية والاقتصادية والثقافية مع لبنان".
ووصف علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي لشؤون السياسة الخارجية، انتخاب عون بأنه "انتصار لمحور المقاومة". يُشار إلى أن محور المقاومة يبدأ في إيران ويشمل العراق وسوريا ولبنان وفلسطين. قال ولايتي للتلفزيون الرسمي الإيراني: "يؤدّي لبنان دوراً أساسياً واستراتيجياً في هذا المحور... إذا انتصر لبنان في مقاومته – كما حصل سابقاً – فإن مَن يحاربون تيار المقاومة سيواجهون الهزيمة. ومع هذا النصر، مَن يتآمرون ضد محور المقاومة في العراق وسوريا سيُهزَمون أيضاً".
وقد هنّأ وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الشعب اللبناني عبر صفحته على موقع "تويتر" مغرِّداً: "يتحقّق الاستقرار والتقدم عندما يقرّر اللبنانيون أنفسهم مصير بلادهم".
كان عون من أبرز الشخصيات المعارِضة للنظام السوري خلال الحرب الأهلية اللبنانية التي استمرت 15 عاماً، لكنه بدّل موقفه منذ العام 2006، وأصبح حليفاً سياسياً لـ"حزب الله". إنه شخصية محورية في "التيار الوطني الحر" الذي يُعتبَر الحزب المسيحي الأكبر في لبنان. نظراً إلى روابط عون السياسية، يشير بعض المعلّقين إلى أن انتخابه سيؤدي إلى مزيد من التراجع في الدور السعودي في لبنان.
كذلك رحّبت صحيفة "كايهان" الإيرانية المحافظة بالخطوة الجديدة في لبنان. وجاء في العنوان الرئيس الذي نشرته الصحيفة على صفحتها الأولى في 31 تشرين الأول/أكتوبر: "نصر حزب الله التاريخي في لبنان".
وتطرقت افتتاحية الصحيفة إلى الموضوع نفسه. فقد كتب سعدالله زارعي: "أظهر انتخاب عون أن تيار المقاومة بقيادة [أمين عام حزب الله] السيد حسن نصرالله هو التيار المؤثِّر الأساسي في معالجة المأزق السياسي في لبنان، على الرغم من أنه بذل محاولات جدّية للامتناع عن التدخل في الخلافات السياسية الداخلية".
في الجانب الآخر من الطيف السياسي في إيران، نشرت صحيفة "اعتماد" الإصلاحية في صفحتها الأولى مقالاً بقلم السفير الإيراني الأسبق في لبنان، مسعود إدريسي.
كتب إدريسي: "تحققت الديمقراطية في لبنان، والشخصية الأكثر شعبية والتي نالت العدد الأكبر من الأصوات وصلت إلى الرئاسة"، مضيفاً: "في لبنان، يؤدّي الرئيس دوراً مهماً في إدارة الشؤون الخارجية للبلاد". وتوقّع أن يضع الرئيس الجديد تسوية المشكلات في العلاقات الديبلوماسية مع القوى الدولية والإقليمية في قائمة أولوياته.
بحسب إدريسي، سوف يسعى عون على الأرجح إلى تعزيز العلاقات مع فرنسا والولايات المتحدة وإيران والسعودية، معلّقاً: "أعتقد أن الروابط السياسية الإيرانية-اللبنانية ستتعزز أكثر فأكثر في الأيام المقبلة. عون شخصية قوية، ويمكنه إرساء توازن في ما يختص بالتأثيرات الإيرانية والسعودية داخل لبنان".