على بعد 820 كلم جنوب غرب القاهرة، وبين الحدود المصريّة - الليبيّة، تقع واحة سيوه، البوّابة الشرقيّة لبلاد الأمازيغ، ويمكن تسميتها أيضاً بأرض النّخيل، كما أسماها الفراعنة "سيخت-أم"، والمعروفة كإحدى أفضل وجهات السياحة العلاجيّة في العالم، ولكن، ما لا يعرفه أغلب المصريّين والسيّاح، نظراً لقلّة زيارة الواحة لبعدها عن المحافظات وانعزالها، أنّ سيوه، الّتي تنخفض عن سطح البحر ـ18 متراً، ما زالت بكراً في أغلب أنحائها، لم يلوّثها حضر المدينة أو يقتنصها رجال الأعمال لمشاريعهم السياحيّة. وبجانب السياحة العلاجيّة في العيون الكبريتيّة والدفن في الرمال، تتضمّن سيوه سياحات أخرى، بحريّة وأثريّة، وثقافية أيضاً.
وينتمي السكّان الأصليّون في الواحة إلى قبائل الأمازيغ، وهي قبائل أهليّة تنتشر في دول عدّة، بداية من سيوه شرقاً حتّى المحيط الأطلسيّ غرباً، ومن البحر الأبيض المتوسّط شمالاً إلى الصحراء الكبرى جنوباً، وكان يطلق عليهم تاريخيّاً أنّهم السكّان الأصليّون لشمال إفريقيا، فأمازيغ مصر يتمركزون في الواحة، ويقدّر عددهم فيها قرابة ال25 ألف نسمة.