يعدّ مفهوم الجهاد من المفاهيم البارزة في الثقافة الإسلاميّة من حيث التّأكيد عليه في النّصوص وحضوره في التّراث الدينيّ للمجتمعات الإسلاميّة المختلفة. لقد مرّ مفهوم الجهاد في تطوّرات كبيرة في العصر الحاضر، إثر ظهور الجماعات الأصوليّة وتطوّرها، إذ قامت بإضفاء صبغة سياسيّة محدّدة عليه تؤهّله لاستخدامه في تمشية الأجندات المرتبطة بتنظيماتها.
لقد انطبع مفهوم الجهاد بالثقافة الصوفيّة السائدة في العالم الإسلاميّ تاريخيّاً من شمال إفريقيا إلى جنوب شرق آسيا، وكان مرتبطاً دلاليّاً بالممارسات الروحيّة المتجذّرة في الصوفيّة. وكانت دلالته الأولى ترويض النّفس البشريّة من مساوئ الأخلاق وتطهيرها معنويّاً، وكان يقسّم إلى قسمين: الجهاد الأكبر هو الأصليّ والحقيقيّ الّذي يخصّ الأمور الروحيّة والمعنويّة، والجهاد الأصغر هو مقاتلة العدوّ الّذي يعدّ أقلّ أهميّة وأمراً فرعيّاً تظهر الحاجة إليه في حالات الضرورة.