تم اعتقال أربعة أشخاص متورطين بعدد من الاعتداءات بالأسيد على نساء التي صدمت وأرعبت أهالي أصفهان. ووفقاً للتقارير الأولية من نائب وزير الداخلية للشؤون الاجتماعية والثقافية مرتضی میرباقری، تم القاء القبض على "ثلاثة إلى أربعة مشتبه بهم". لا يزال من غير الواضح لما لم يحدد میرباقری العدد المحدد للموقوفين. وفي محاولة لتهدئة المواطنين، قال میرباقری: "لا شيء يدعو للقلق بشأن سلامة محافظة أصفهان."
وأفادت الأنباء عن أول حادثة من هذا النوع بتاريخ 16 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري حيث قيل أن رجال كانوا يركبون درجات نارية قاموا بالاعتداء على نساء في سياراتهن. وسرعان ما بدأت الإشاعات بالانتشار أن الجماعات الدينية المتشددة كانت تستهدف النساء اللواتي لا يرتدين الحجاب بشكلٍ لائقٍ.
ولقد ازدادت وتيرة الاعتداءات بالأسيد التي تشوه وجوه الضحايا وذكرت بعض وسائل الاعلام الإيرانية أن بعض الضحايا ينتمين إلى عائلات متدينة وكنّ يضعن الحجاب بالطريقة الصحيحة.
وقد قامت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية (إيسنا) بتغطية هذا الحدث على أكمل وجه. وقالت الوكالة "إنها ليست المرة الأولى التي نشهد فيها مثل هذه الاعتداءات بالأسيد في مجتمعنا ولن تكون المرة الأخيرة،" وأعزت السبب وراء ذلك إلى "الفشل باتخاذ تدابير حاسمة ونهائية" ضد هؤلاء المجرمين المتورطين في هذه الأعمال.
وأفادت إيسنا أنه على عكس قضايا الاعتداءات بالأسيد التي كانت تحصل في إيران من قبل والتي كانت أسبابها شخصية مثل عشاق مهجورين أو خلافات عائلية، تقع هذه الاعتداءات على أيدي أفراد يركبون دراجات ويستهدفون الناس بشكلٍ عشوائي.
وفي المقال الذي كُتب قبل الاعلان عن الاعتقالات، دُعيت الشرطة إلى التحرك بشكلٍ أسرع لإلقاء القبض على المشتبه بهم. كما وطالب المقال المشرعين والقضاء تبني سياسات من شأنها منع مثل هذه الجرائم في المستقبل، نظراً لما يبدو أن القانون لن ينزل العقاب الشديد بالمتورطين بهذه الاعتداءات.
تحدت إيسنا باستهزاء مبطن السلطات لمواجهة هذه الجرائم بالشدة نفسها التي تهاجم بها القنوات الفضائية أو النساء المحجبات بشكلٍ غير لائق.
وتضمن المقال تعليقات من نساء في أصفهان إذقالت إحداهن أنها تبقي دائماً نوافذ سيارتها مغلقة حين تقود ولكنها تفضل البقاء في المنزل. وقالت أخرى أنها باتت تخاف من صوت الدراجات النارية المقتربة من بعيد.
وأشاد صحفي مجهول بدور إينسا بتغطية هذه المسألة على نطاق واسع ولكنه انتقد تقارير الوكالة عن أن بعض الضحايا ينتمين إلى عائلات متدينة وكنّ محجبات بشكلٍ غير لائق، مما يشير بطريقة غير مباشرة إلى أنه من غير المفاجئ أن يتعرض أشخاص غير متدينين أو نساء غير محجبات لمثل هذه الاعتداءات.
وقام عدد من المسؤولين الإيرانيين بإدانة هذا العنف. وقال المتحدث باسم القضاء الإيراني غلام حسين محسني ايجائي بينما يمكن تطبيق عقوبة القصاص في مثل هذه الحالات، إلا أنه دعا إلى إنزال عقوبات أشد لتكون بمثابة "رادعٍ". وقد دعا القضاء في أصفهان للنظر في المسألة.
وأضاف محسني ايجائي أن الدافع وراء هذه الاعتداءات لا يزال غير مؤكد. ومن جانبه نفى قائد الشرطة في أصفهان عبد الرضا أغاجاني الادعاءات بأن هذه الجرائم استهدفت النساء المحجبات بشكلٍ غير لائق وقال أنها أفعال أفراد "معادين للمجتمع".
وقد وصف إمام صلاة الجمعة في أصفهان آية الله يوسف الطباطبائي نجاد هذه الاعتداءات بـ"غير الإسلامية"، قائلاً أن الدين الإسلامي "يوصي بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" ويمنع إنزال الأذى بالآخرين. كما نفى فكرة أن تكون الجماعات التي هددت بالنزول إلى الشارع ومراقبة حجاب النساء هي وراء هذه الاعتداءات.