لدي صديق مقرّب في غزة، الصحافي معين الحلو. خلال السنوات الكثيرة التي عملنا فيها معاً، أبدى اهتمامه بما يجري في إسرائيل، وكنت أنا مهتماً بالأحداث في قطاع غزة. في الأعوام الأخيرة، لم نتمكّن من التكلّم سوى هاتفياً، وفي كل مرة كان حديثنا يصبح أكثر حزناً وإحباطاً. كان يخبرني بقلق عن أوضاعه المالية المتدهورة، لكنه يحاول دائماً التقاط بارقة أمل وينهي المحادثة بالعبارة نفسها: "ستكون الأمور على ما يرام"، وأحياناً يضيف: "لن تتحسّن الأوضاع إلا إذا آمنّا بذلك وتحلّينا بالأمل".
تحدّثنا من جديد في 17 أيلول/سبتمبر الجاري. أخبرني الحلو عن حياته وأحوال أسرته بعد عملية "الجرف الصامد"، وقال لي إن مدّخراته قد نفدت كلها. وهذه المرة، لم ينهِ المكالمة بعبارته المعهودة: "ستكون الأمور على ما يرام".