يصف الممثّل الرسميّ لحزب البعث وأمين عام ما يسمّى بـ"الجبهة الوطنيّة والقوميّة والإسلاميّة في العراق" التي تنضوي تحتها فصائل مسلّحة عدّة خضير المرشدي، تنظيم "الدولة الإسلاميّة في العراق والشام (داعش)" بحركة "إرهابيّة ومتطرّفة".
وينفي المرشدي، الذي يقول إنّه "دخل إلى نينوى بعد احتلالها من قبل التنظيمات المسلّحة في 10 حزيران / يونيو"، وجود أيّ حلف بين حزب البعث أو ما يدعى "داعش".
إلاّ أنّ أحد أعضاء حزب البعث، كان أكّد لـ"المونيتور" أنّ "البعث تعاون مع 14 فصيلة مسلّحة للدخول إلى نينوى والسيطرة عليها".
وقد تردّدت في الآونة الأخيرة أنباء عن وقوع معارك بين الفصائل المسلّحة التي ينتمي بعضها إلى حزب البعث مثل "جيش الطريقة النقشبنديّة" وتنظيم "داعش" من أجل السيطرة على مناطق في نينوى وصلاح الدين والأنبار، إلاّ أنّ المرشدي، الذي تبرّأت منه قبيلته بسبب انتمائه إلى البعث، يؤكّد في حديث إلى "المونيتور" أنّه "لا يستوجب واقع الحال إلى مثل هذا التصادم والاقتتال مع أحد، طالما أنّ ثوّار عشائر العراق لديهم هدف"، يصفه بـ"إسقاط العمليّة السياسيّة الطائفيّة الفاسدة في العراق وإزالتها نهائيّاً".
ويرفض أحمد العاني، وهو مقاتل في صفوف مجلس ثوّار العشائر في منطقة القائم الحدوديّة المتخامة للحدود السوريّة، أن يقال إنّ المقاتلين الذين يسيطرون على أجزاء من الأنبار هم من "داعش".
ويشير العاني في اتّصال مع "المونيتور" إلى أنّ "المقاتلين هم من السنّة الذين تعرضوا لإساءات وتعذيب وأخذت حقوقهم من حكومة المالكي".
ويضيف العاني، الذي كان جنديّاً في جيش صدّام حسين، أنّ "المقاتلين جاء بعضهم من مناطق بغداد..." وأنّ "داعش" ليس له سيطرة على القائم".
ويشير المرشدي إلى أنّ "ثوّار العشائر هم من يسيطرون على الأرض والمدن المحرّرة، وهم من يديرونها وينظّمون شؤون الناس فيها من خلال مجالس محليّة تمّ تشكيلها لهذا الغرض".
ويروي العاني أنّ ""داعش" عندما دخل إلى القائم في 21 حزيران / يونيو أخبر الأهالي بأنّهم يجب أن يديروا أمورهم بأنفسهم"، ويضيف "سيعيّن قائمقام قريباً من أحد البعثيّين القدماء المعروفين في المدينة".
ويبدو أنّ التنظيمات المتطرّفة تضع حزب البعث في الواجهة أمام الأهالي في المحافظات السنيّة، إذ جرى تعيين هاشم الجماس، وهو ضابط سابق في الجيش، محافظاً لنينوى، كما تمّ تعيين أحمد عبد الرشيد محافظاً لصلاح، وكان عبد الرشيد أصلاً يشغل هذا المنصب إبّان حكم حزب البعث.
وفيما يقول العاني إنّه "تمّ فتح الحدود بين العراق وسوريا"، ويلفت إلى أنّه "تمّ تهريب جزء من الأسلحة العراقيّة الخفيفة إلى محافظة البوكمال السوريّة"، ينفي المرشدي إرسال أيّ أسلحة إلى سوريا.
ويعلّل ذلك بالقول: "هذا ليس صحيحاً، لأنّ الأسلحة والمعدّات والآليّات التي تمّ الاستيلاء عليها من قبل الثوّار بعد هزيمة جيش الميليشيات وفراره، سوف تكون وسيلة الثوّار لتحرير بغداد وكلّ العراق".
ويشير المرشدي إلى وجود "خلايا للبعث في محافظات جنوب العراق بانتظار التحرّك".
إلا أنه في الواقع الحال، يبدو الدخول إلى العاصمة بغداد أو التحرّك في المحافظات الجنوبية أمراً مستحيلاً بعد تشكيل الجيش الرديف من قبل القائد العام للقوّات المسلحة نوري المالكي، الذي زادت فتوى المرجع الديني الأعلى للشيعة علي السيستاني من أفراد هذا الجيش، فضلاً عن الضغينة التي يكنّها سكّان جنوب العراق، الذين هم غالبيتهم من الشيعة، لحزب البعث بسبب القمع الذي تعرّضوا له طوال حكم البعث للعراق.