كانت حرارة الطقس قد تخطّت 35 درجة مئويّة في العاصمة السوريّة. والوصول إلى مكتب أحد المسؤولين الحكوميّين يقتضي الالتفاف حول أكثر من طريق مقطوع. سائق سيارة الأجرة التي تقلك يبادر إلى التفسير: "هنا يقع القصر الرئاسي القديم. أو قصر المهاجرين، وسط دمشق، في المحلة التي تحمل الاسم نفسه، المهاجرين. سيادة الرئيس بات يمضي قسماً كبيراً من وقته هنا". يضيف السائق "أما منزله ففي الشارع المقابل. ينتقل بين الاثنَين بلا مواكبة ضخمة ولا حراسات مشدّدة. لكن هذا ما اقتضى إقفال بعض الشوارع الضيّقة المحيطة بالمكان"...
في مكتب المسؤول الحكومي السوري الذي طلب عدم كشف اسمه، كان جهاز التكييف يعمل ببطء. لكن المسؤول بدا مرتاحاً باسماً حتى الانشراح. يعرض كل التطوّرات الحاصلة في بلاده بتفاؤل واضح من موازين القوى العسكريّة، والمواقف الدوليّة، والاتصالات الدبلوماسيّة المعلنة والسريّة، وصولاً إلى التحضيرات القائمة للانتخابات الرئاسيّة يوم الثلثاء في الثالث من حزيران/يونيو الجاري. تسأله: إذا أعيد انتخاب الرئيس بشار الأسد، وإذا تمّ ذلك بنسبة مشاركة واقتراع عالية جداً، بحسب ما ستعلنونه، كيف ستتعامل الدول مع ذلك؟ هل سيكون اعتراف خارجي بالعمليّة الانتخابيّة ونتائجها؟