تجربة دولة العراق والشام الإسلامية المعروفة بداعش في الحكم المباشر لمناطق في سوريا وتطبيقها لما تعتقد أنه شريعة إسلامية كان له ارتداداً واسعاً داخل التيار الاسلامي بالعموم ، وداخل التيارات السلفية بشكل خاص .
تشترك السلفية بكل تياراتها مع داعش في المرجعية الفكرية الممثلة بكتب ابن تيمية وابن القيم ومحمد بن عبدالوهاب ، ورغم هذا الاشتراك في المرجعية الفكرية إلا أن هناك تبايناً كبيراً بين تيارات السلفية في المواقف السياسية ، فهناك من يتبنى الرفض التام والمطلق لكل أشكال الحكم في العالم الاسلامي ويصفها بالتكفير والردة ويجعل من الموظفين والجنود أهدافاً مشروعة تستهدف بالقتل والتفجير ، وهناك من يقف على الطرف المقابل ويرفض كل أشكال التمرد على السلطة والحكم ويصف من يقوم بها بالخروج عن الدين ويجعل من قتله هدفًا مشروعا للحكم والسلطة ، وبين هذين الطرفين المتناقضين بشكل جذري تقف تيارات أخرى لها مواقف أقل تطرفا وحدية .