تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

هل يكون لبنان بداية تسوية إقليميّة.. وباكورتها؟

Iran's Foreign Minister Mohammad Javad Zarif (L) attends a joint conference with Lebanon's caretaker Foreign Minister Adnan Mansour in Beirut January 13, 2014. REUTERS/Mohamed Azakir (LEBANON - Tags: POLITICS) - RTX17CRS
اقرأ في 

أكثر ما يسترعي الانتباه في زيارة وزير الخارجيّة الإيرانيّة محمد جواد ظريف لبيروت قبل أيام، هو تلك المواقف التي أطلقها تجاه المملكة العربيّة السعوديّة والرئيس اللبناني ميشال سليمان وتناقضها الواضح مع مواقف حزب الله، لا سيّما في الفترة الأخيرة. وذلك في الوقت الذي ما زالت عالقة في الأذهان، الحملة التي شنّها حزب الله على المملكة العربيّة السعوديّة، والتي بلغت ذروتها مع اتهام أمين عام حزب الله السيّد نصرالله الاستخبارات السعوديّة بالوقوف وراء تفجيرَي السفارة الإيرانيّة في بيروت. وذلك أيضاً في حين لم تتوقّف بعد الانتقادات اللاذعة التي انهالت على رئيس الجمهوريّة إن من خلال التنصّل من إعلان بعبدا أو التشكيك بالمبادرة السعوديّة-الفرنسيّة من أجل دعم الجيش والتي تعدّ أيضاً من إنجازته، أو من خلال التحذير من قيام "حكومة أمر واقع" وهي التسمية المعطاة لحكومة حياديّة قد تكون الخيار الأخير المتاح أمام الرئيس لتلافي الفراغ الدستوري ووقوع الجمهوريّة في المجهول. بعد كلّ هذا التصعيد جاء كلام الوزير الإيراني بمثابة المفاجأة، إذ اتخذ منحاً معاكساً تماماً. فهو أشاد "بالدور الذي يقوم به رئيس الجمهوريّة لتوفير مثل هذه المناخات وتوطيد الوحدة والاستقرار"، من دون أن يفوته التذكير بـ"أهميّة أن تقوم علاقات جيّدة بين إيران والدول العربيّة، خصوصاً المملكة العربيّة السعوديّة من أجل تركيز الاستقرار في المنطقة وحمايته".

صحيح أن حزب الله استدرك منذ أيام قليلة هذه المواقف التي صدرت عن الناطق باسم الدبلوماسيّة الإيرانيّة، فأسرع ليقوم بانعطافة أساسيّة في سياسته متراجعاً عن ثوابته في مسألة تشكيل الحكومة اللبنانيّة ومتخلياً عن مطالب أضحت شعارات لسياسته من قبيل ثلاثيّة "الجيش والشعب والمقاومة" ومتنازلاً أيضاً عن "الثلث المعطل" الذي دخل ومنذ فترة قاموس مفرداته. والسؤال الذي يُطرَح اليوم، هل ما جاء على لسان وزير الخارجيّة الإيرانيّة والذي لا شكّ في  أنه تمّ بالتنسيق مع حزب الله الذي حضّر له من خلال إعادة تموضعه، يحظى بمباركة إيرانيّة لا سيّما من قبل التيار المتشدّد الراعي الأول لحزب الله؟ وانطلاقاً منه، هل ما نشهده من تحوّل في الموقف الإيراني بالنسبة إلى الملف اللبناني يشكّل مناورة أو استدراج عروض أو بادرة إظهار نوايا حسنة أمام استحقاقات إقليميّة داهمة، ليس أقلها تزامن انعقاد مؤتمر جنيف-2 وبدء جلسات المحكمة الدوليّة الخاصة بلبنان؟ وقد يطرح السائل أيضاً وإن كان مفرطاً بالتفاؤل، هل ينمّ هذا التحوّل عن اتفاق أو بداية تسوية إقليميّة لا سيّما مع الطرف السعودي، يكون لبنان أولى محطاته وذلك عبر تسهيل تشكيل حكومة والتحضير لانتخابات رئاسيّة في مواعيدها الدستوريّة؟

Access the Middle East news and analysis you can trust

Join our community of Middle East readers to experience all of Al-Monitor, including 24/7 news, analyses, memos, reports and newsletters.

Subscribe

Only $100 per year.