في اليمن موضوع واحد يشغل المجتمع بأسره وكذلك النخب السياسيّة والاقتصاديّة والصحافة والمجتمع الدولي والحكومة والدبلوماسيّين الدوليّين.. إنه مؤتمر الحوار الوطني الذي انطلق في 18 آذار/مارس 2013. فهو استأثر بانتباه الجميع واستحوذ على جهود النخب وأحاديث مجالس القات الشعبيّة في المناسبات الاجتماعيّة والأعراس والأفراح والأتراح، إلى درجة أن أي حديث خارج سياق الحوار أو عن أي شيء غيره راح يبدو كتغريد خارج السرب وكموضوع فائض عن الحاجة أو ترف لغوي غير ذي معنى. حتى أن أولئك الذين رفضوا دخول الحوار بشكله الحالي وهم شريحة عريضة ومجموعات سياسيّة قويّة، هم أيضاً منشغلون بتفنيده والحديث عن عبثيّته وعدم جدواه، بل واعتباره مؤامرة على الثورة الشبابيّة من قبل البعض وتحايلاً على القضيّة الجنوبيّة من قبل البعض الآخر.
وعلى الرغم من أن ذلك يبدو للوهلة الأولى أمراً جيداً، إذ يوحي مبدئياً بانشغال الأطراف المعنيّة بالحوار وتخلّيها عن البنادق ويدلّ أيضاً إلى أي درجة قد يكون مؤتمر الحوار تشاركياً ويحظى باهتمام محلي كبير، إلا أن الحقيقة قد تكون غير ذلك.