كيف يستطيع السنّة الإيرانيّون الصمود في بلد يهيمن عليه الشيعة؟ إنّه سؤال شائع في أوساط الذين يتابعون الشؤون الإيرانيّة، في ظلّ الكلام عن معاناة السنّة من التمييز الدينيّ على صعيد البلد بأسره وعدم السماح لهم مثلاً ببناء المساجد في المدن الرئيسيّة أو بممارسة شعائرهم الدينيّة. يتألّف السنّة في إيران من مجموعة من الأقليّات الإثنيّة، من عرب إلى أكراد وتركمان. وفي آب/أغسطس، قمتُ بزيارة مدن كرديّة سنيّة في شمال غرب إيران حيث حضرتُ حفل زفاف في بوكان ثمّ سافرت إلى مهاباد وسقز المجاورتين لرؤية كيف يعيش الأكراد السنّة الإيرانيّون. وكانت تلك زيارتي الأولى إلى المنطقة التي تمتدّ فوق محافظتي كردستان وأذربيجان الغربيّة الكبيرتين.
كانت الطريق إلى بوكان جبليّة. وكلّما قطعنا مسافات أكبر، رأينا جبالاً أكثر. فشعرنا وكأنّ كلّ أسرار البلد مخبّأة خلف الجبل الأخير، لكنّنا لن نصل إليه أبداً. وصلنا إلى بوكان في وقت متأخّر، لكنّنا لم نفوّت طقوس الحنّاء التقليديّة التي تسبق حفل الزفاف وتزيَّن العروس خلالها بالحنّاء.