تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

رسائل الأسد إلى موسكو وواشنطن: مستعدّ للمبادرة ولتلقيها؟!

A participant hold images of Russian President Vladimir Putin and Syrian President Bashar al-Assad during an anti-war protest organised by the Communist party near the U.S. embassy in Moscow September 12, 2013. The banner in the background reads, "Mother Russia against war." REUTERS/Tatyana Makeyeva (RUSSIA - Tags: POLITICS CIVIL UNREST) - RTX13IXF
اقرأ في 

رسالتان متمايزتان وقد تكونان متكاملتَين، وجّههما الرئيس السوري بشار الأسد في شكل متزامن في الأيام الماضية. الأولى مباشرة وموجّهة إلى موسكو، فيما الثانية موجّهة إلى واشنطن لكن بشكل غير مباشر وبلغة الإيحاء. أما خلاصة الرسالتَين معاً فهي أن سوريا جاهزة لكل الاحتمالات، والأهم أن نظامها مستعدّ لاتخاذ كل المبادرات وكذلك لتلقيها.

مصادر سوريّة عالية الصدقيّة كشفت لـ"المونيتور" تفاصيل الأمرَين. فتوضح في المسألة الأولى أنه في الساعات القليلة التي تلت أزمة أوكرانيا وخصوصاً بعد التحرّك العسكري الروسي في شبه جزيرة القرم، وجّه الرئيس السوري بشار الأسد رسالة خاصة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يبلغه فيها أنه يضع كل إمكانات بلاده وكل جغرافيا سوريا تحت تصرّف موسكو في معركتها الأوكرانيّة. تضيف المصادر نفسها أن الرسالة قد لا تعني الكثير في مضمونها الحرفي أو العسكري، ذلك أنه منذ اللحظات الأولى لاندلاع المواجهات في كييف بدا واضحاً أن الأزمة ستظلّ محصورة. ثم إن الإمكانات الروسيّة كافية طبعاً لحسم أي أمر عمليات تصدره موسكو حيال المناطق المحاذية لها. حتى مسألة القواعد البحريّة الروسية لم تكن في أي لحظة في حالة حصار أو حاجة إلى منافذ أخرى، على المتوسّط مثلاً، لتسارع دمشق إلى فتحها لها. لكن على الرغم من كل ذلك، تتابع المصادر السوريّة، كانت رسالة الأسد بالغة الأهميّة. وذلك لأسباب عدّة. أولها إعلانه التزام سوريا المحور الروسي، أياً كانت نوعيّة المواجهة أو نطاقها أو مخاطرها. وبالتالي وقوف دمشق مع موسكو على أي مستوى كان، لا في إطار الأحداث السوريّة الداخليّة وحسب ولا على مستوى الصراع الشرق أوسطي فقط، بل أيضاً حتى ولو كانت الأزمة من النوع الذي قد يؤدّي إلى نزاع عالمي قد يهدّد مصائر دول برمّتها. ثم إن سبباً آخر يفسّر أهميّة رسالة الأسد إلى بوتين. وهو تلك الإشارة الواضحة مستقبلياً، بأن سوريا مستعدّة لتوسيع مجال تعاونها العسكري مع روسيا. وقد تكون بالتالي جاهزة لاستضافة مقدّرات عسكريّة روسيّة أكثر أو أكبر، بحرياً أو برياً. وهذا هو المقصود فعلياً في الإشارة إلى أن كلّ الجغرافيا السوريّة موضوعة تحت تصرّف روسيا عند حاجتها إليها... رسالة لم يكن لها طبعاً أي ترجمة ميدانيّة في أثناء الأزمة الأوكرانيّة الراهنة. غير أن دلالاتها باتت مسجّلة، وجاهزة للترجمة في أي فرصة أو لحظة أو حاجة للطرفَين.

Access the Middle East news and analysis you can trust

Join our community of Middle East readers to experience all of Al-Monitor, including 24/7 news, analyses, memos, reports and newsletters.

Subscribe

Only $100 per year.