في خلال الساعات الأربع والعشرين الأولى التي تلت تنفيذ مسلّحين عمليّة اغتيال أحد قادة المقاومة الإسلاميّة التابعة لحزب الله حسان اللقيس منتصف ليل 3-4 كانون الأول الجاري في ضاحية بيروت الجنوبيّة، أصدرت جهتان منفصلتان بيانَين تتبنى فيهما كلّ واحدة منهما العمليّة. والمشترك ما بين الجهتَين أنهما غير معروفتَين، بالإضافة إلى أنهما تدّعيان الانتماء إلى الخط الإسلامي الجهادي. وهاتان المجموعتان بحسب ما عرّفتا عن نفسيهما عبر موقع "تويتر" الإلكتروني، هما: " لواء أحرار سنّة بعلبك" و"كتيبة أنصار الأمة الإسلاميّة". لكن هنا في بيروت، لا يتمّ النظر بجديّة إلى هاتَين المجموعتَين. وثمّة انطباع أوّلي بأن الجهة التي اختارت تسمية "لواء أحرار سنّة بعلبك"، تتقصّد من ذلك ترك ردود فعل مذهبيّة ما بين السنّة والشيعة في هذه المدنية (بعلبك) التي تقطنها الطائفتان، بخاصة وأنه كانت قد جرت في أواخر الصيف الماضي أحداث عنف بين أنصار لحزب الله في المدينة وبين إحدى العائلات السنيّة المقيمة أيضاً فيها.
من جهته، سارع حزب الله إلى اتهام إسرائيل بالمسؤوليّة عن اغتيال اللقيس. لكن اللافت أن الأخيرة سارعت أيضاً وبعد ساعات قليلة من اتهامها، إلى إصدار نفي على لسان الناطق باسم خارجيّتها عن أي علاقة لها بالحادث. ومجرّد هذا النفي يعتبر سابقة في تعامل إسرائيل مع مثل هذه الحوادث، إذ إنها في العادة تكتفي بالصمت وعدم التبني أو النفي. وقد أثار تصرّفها المستجدّ تساؤلات في بيروت عن سبب خروج إسرائيل عن تقليدها المتّبع. ورُجّح أن يكون السبب رغبتها في إبقاء حالة تبادل الاتهامات المتعلّقة بالمسؤوليّة عن العنف الأمني الذي يشهده لبنان منذ أشهر، محصورة ما بين حزب الله ومناهضيه الإسلاميّين السنّة الذين يشتبه الحزب بأنهم يتلقّون دعم رئيس الاستخبارات السعوديّة الأمير بندر بن سلطان .