إذا كنت تعتقد أنّ أفعال الحكومات مرتبطة بأقوالها، ها هي تصريحات موسكو عن واشنطن وواشنطن عن موسكو تثير الاضطراب أكثر فأكثر. في حين أنّ الولايات المتحدة تميل إلى الحذر في انتقاء كلماتها، إنّ استراتيجيتها العسكرية الوطنية الجديدة هي آخر مثل عن التحذير الرسمي المتزايد من خطر اندلاع نزاع مباشر بين البلدين. قد تتأثر منطقة الشرق الأوسط التي تُعتبر منطقة استراتيجية مليئة بالمنافسة وعدم الاستقرار ببعض من عواقب هذا الاحتمال.
تذكر الإستراتيجية التي وقّعها رئيس هيئة الأركان المشتركة أنّ "احتمال تورط الولايات المتحدة في حرب بين الدول مع قوة عظمى ضئيل ولكنه يتزايد،" في إشارة ضمنية الى نزاع عسكري محتمل مع روسيا أو الصين. في حين أن هذه العبارة ذُكرت في الصفحة التالية لصفحة ورد فيها الإخلاء الذي يذكر بأنّ "لا دولة من هذه الدول [روسيا وإيران وكوريا الشمالية والصين التي وُصفت بأنها دول تتحدى النظام الدولي] تسعى علناً إلى صراع عسكري مباشر مع الولايات المتحدة أو حلفائها،" فإنّ هذه الإستراتيجية تعكس تغيّراً في تفكير الجيش الأمريكي وتسعى إلى إبرازه.