مدينة غزّة - "إنّه الجنون في عينه"... بهذه الكلمات البسيطة وصف مدير قسم الاستقبال في "مجمّع الشفاء الطبيّ" في غزّة الدكتور أيمن السحباني الأوضاع التي مرّ فيها الأطبّاء الذين تعاملوا مع عشرات الآلاف من الجرحى خلال الحرب الإسرائيليّة على غزّة على مدار 51 يوماً، في ظلّ أزمات عدّة عانى منها القطاع الصحيّ ولا يزال، ومن بينها أزمة الدواء والوقود، ورواتب الأطبّاء.
ولا يزال السحباني يعيش مطارداً من هواجس القتل والأشلاء الممزّقة التي شاهدها خلال أداء عمله في المستشفى. وكلّما نظر إلى أطفاله، يتذكّر أولئك الأطفال الذين لفظوا أنفاسهم الأخيرة بين يديه، محاولاً إنقاذهم، وقال لـ"المونيتور": "عندما تأتي إلى مسامعي كلمة "حرب"، تنتابني حال من الرّعب والخوف، لأنّ ذلك يعني العودة إلى رؤية أشلاء الأطفال الممزّقة، وعدم السماح لنا برؤية أطفالنا لفترات طويلة، والعيش وسط الدماء طيلة الوقت، فضلاً عن انعدام الرّاحة النفسيّة والجسديّة".