تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

شبح المجاعة يخيّم على لبنان... وحملات للحفاظ على الأمن الغذائيّ

يشهد لبنان وضعًا اقتصاديًا صعبًا دفع أصحاب مؤسسات وشركات كثيرة إلى تقليل رواتب الموظفين، كما أثّر عدم استقرار سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية إلى ارتفاع أسعار السلع والمواد الغذائية، لا سيما تلك التي يتم استيرادها من خارج لبنان. وبسبب الأحوال المالية الصعبة أقدم عدد من الأشخاص على الانتحار في ظرف أسبوع. وفي خطوة نحو إنقاذ الوضع والحؤول دون أن يسوء الوضع الإقتصادي أكثر والحفاظ على الأمن الغذائي، سارع رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري إلى إرسال رسائل عاجلة إلى الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز، ورؤساء فرنسا وروسيا وتركيا ومصر والى رئيسي وزراء الصين وايطاليا والى وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو طالبًا مساعدة لبنان بتأمين اعتمادات للاستيراد من هذه الدول، بما يؤمن استمرارية الأمن الغذائي والمواد الأولية للإنتاج لمختلف القطاعات، بحسب بيان صحافي صادر عن مكتب الحريري في 6 ديسمبر.
A woman carries wheat crop on a field in Markaba village, southern Lebanon June 30, 2017. REUTERS/Aziz Taher - RC1B91B20F20
اقرأ في 

بعد مرور قرن على المجاعة التي شهدها لبنان خلال الحرب العالميّة الأولى وأسفرت عن مقتل ثلث سكّانه، وتحديداً منذ عام 1915 إلى عام 1918، عاد مشهدها يراود اللبنانيّين الذين يتخوّفون من تردّي الوضع الاقتصاديّ الصعب الذي جعل كثيرين من موظّفي الشركات والأساتذة والعاملين في المطاعم والفنادق يخسرون وظائفهم أو يحصلون على نصف راتب فقط. وقد أظهرت دراسة أجرتها شركة InfoPro مقرّها بيروت وتعنى بتقديم المعلومات عن العقارات والتمويل والاقتصاد في آخر تشرين الثاني/نوفمبر من عام 2019 أنّ 10 بالمئة من الشركات توقّفت عن العمل في لبنان منذ 17 تشرين الأوّل/أكتوبر، تاريخ انطلاق التظاهرات المطلبيّة في لبنان، الأمر الذي أدّى إلى خسارة 160 ألف شخص وظائفهم.

وتقترب نسبة السكّان الذين يعيشون في فقر من 30 بالمئة بحسب تقديرات البنك الدوليّ، الذي أشار أيضاً إلى أنّ انخفاض قيمة الليرة اللبنانيّة بنسبة 30 بالمئة من شأنه أن يؤدّي إلى ارتفاع معدّل الفقر إلى أكثر من 50 بالمئة، وذلك وفقًا لبيان نشره على موقعه الإلكتروني في 6 نوفمبر، وقد أدّت كلّ هذه العوامل الاقتصاديّة والمعيشيّة الصعبة إلى قلق لدى اللبنانيّين الذين يفكّرون بأمنهم الغذائيّ وبتأمين حاجاتهم الأساسيّة، حيث أنّ 49 بالمئة منهم يشعرون بالقلق في شأن الحصول على الغذاء، وفقاً لتقرير برنامج الأغذية العالمي نُشر على الموقع الإلكتروني للبرنامج وقد تمّ تحديثه في نوفمبر 2019.

Access the Middle East news and analysis you can trust

Join our community of Middle East readers to experience all of Al-Monitor, including 24/7 news, analyses, memos, reports and newsletters.

Subscribe

Only $100 per year.