ينتهج الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ونجله السياسة الأشرس في التاريخ السعودي الحديث من حيث مناهضة إيران والشيعة. لهذه المقاربة جذورٌ ضارِبة في التاريخ الوهّابي. وعند اقتران هذه السياسة بالتدخّل الإيراني الواسع في المنطقة، يصبح المزيج خطيراً ومتفجّراً. في هذا الإطار، ينبغي على واشنطن توخّي الحذر الشديد وليس تأجيج نار الخصومة.
أمضى محمد بن عبد الوهاب، مؤسّس الصيغة الفريدة للإسلام في المملكة، وقتاً في البصرة في منتصف القرن الثامن عشر. وساهم اكتشافه للمدينة الأكثر شيعية في العراق في تكوين أفكاره، وفقاً لمايكل كروفورد، أوّل كاتب غربي وضع سيرة بن عبد الوهاب. وأصبح هذا الأخير ناقداً لاذعاً للشيعة الذين وصفهم بالمشركين والكفار. وقد أقدمت الجيوش السعودية على نهب المدن الشيعية في العراق، وتدمير المقامات الدينية الشيعية في مكة، واجتياح اليمن في محاولة لإلحاق الهزيمة بقبائلها الشيعية الزيدية.