لم تكن حركة الإحتجاجات العراقية مثيرة لإهتمام العراقيين في داخل البلد فحسب، بل حتى الأقليات التي غادرت البلاد منذ عقود، وفي مقدمتهم يهود العراق. ومع إن ظروفا قاهرة حرمتهم من العودة للعراق، فقد أبدوا إهتماماً ودعماً واسعا للحراك الإحتجاجي على نحو بعث أملاً كامناً لديهم بأن ينهض بلد قضوا فيه اكثر من الفين وستمائة عام.
خلقت حركة الإحتجاجات مشاعر متضاربة داخل سياق الأقلية اليهودية من أصول عراقية في اسرائيل، فهناك من جهة دهشة غامرة من لرؤيتهم مشاهد حية لصعود هوية وطنية بازغة من رماد الحروب والنزاع، وكانت سببا في حرمانهم من بلدهم الأم ومغارتهم له خلال عامي 1950-1951. ومن جهة ثانية كان يشعرون بالألم من مشاهد القمع الوحشي للمتظاهرين وعدد الضحايا الذي وصل الى 600 قتيل واكثر من 25 الف جريح حسب احصاءات منشورة، الأمر الذي أعاد لليهود ذكريات مؤلمة أبان خروجهم من العراق.