ولّد قرار الانسحاب من خطة العمل الشاملة المشتركة الذي أعلنه دونالد ترامب في 8 أيار/مايو سجالًا دوليًا حول إيران وعلى الأخصّ حول تداعيات الخطوة الأمريكية — ومنها مستقبل الاتفاق النووي. غير أن قدرة الأزمة السورية على تحديد مصير الدور الإيراني في المنطقة لم تتأثّر تأثيرًا كبيرًا بذلك في ظلّ التطورات الأخيرة والمتواصلة في سورية والتدخّل الإيراني الفاعل هناك. ولكن، وفي الوقت الذي تعمل فيه الدول الغربية على إعادة تحديد دورها على الساحة السورية، تشعر إيران بالحاجة إلى تكييف مقاربتها مع المعادلات الجديدة.
وفي هذا الإطار، يُعتبر التبدّل الواضح في النهج الأوروبي والانتقال من تأدية دور سياسي ودبلوماسي في المقام الأول إلى النشاط العسكري والمتعلّق بالعمليات على الأرض، أحد التطورات البارزة التي قد تترك تأثيرًا مباشرًا على الدور الإيراني ومصالحه في سورية.