لا تنطبق عبارة "ضحيّة الحرب الأولى هي الحقيقة" على النزاع العنيف فحسب، بل أيضاً على الهجمات العنيفة التي تشنّها السلطات على متظاهرين غير مسلّحين، كما حصل مؤخّراً في غزّة. ويستمرّ المسؤولون الإسرائيليّون والأميركيّون في نشر أكاذيب ومعلومات مضلّلة بشأن ما يسمّيه الفلسطينيّون مسيرة العودة الكبرى ومحاولات إسرائيل الدمويّة لإسكات المتظاهرين بواسطة القنّاصين. وإنّ المحاولات الإعلاميّة الجديّة لكشف الحقيقة نادرة.
لقد عمد الإعلام الدبلوماسي الإسرائيلي، أو "هاسبارا"، وهو شكل من أشكال البروباغندا الإسرائيليّة الموجّهة إلى الجماهير الدوليّة، إلى تكرار ثلاثة مزاعم أو أساطير، وساهم المسؤولون الأميركيّون، بالإضافة إلى وسائل الإعلام الغربيّة الرئيسيّة، في نشرها على نطاق أوسع: كانت التظاهرات في غزّة عنيفة، وحركة حماس "الإرهابيّة" هي التي حرّضت على التظاهرات، وتحرّكت إسرائيل بغرض الدفاع عن النفس ليس إلا لحماية نفسها كما قد تفعل أيّ أمّة ذات سيادة.