استفاد الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز آل سعود من انعقاد القمّة العربيّة بدورتها التاسعة والعشرين في نهاية الأسبوع الماضي لإعادة تأكيد مواقفه السّياسيّة القائمة منذ زمن، والتي وصلت إلى حدّ إبعاد المملكة نوعًا ما عن علاقتها الوثيقة بإدارة ترامب. ويعكس هذا التغيّر العلني في خطاب الملك تزايد الشكوك الخاصة بشأن التزام الإدارة الأميركيّة بدحر النفوذ الإيراني في المنطقة.
بدلاً من استضافة رؤساء الدول العربيّة في العاصمة الرياض، اختار السعوديّون إقامة الحدث في الدمام بالمنطقة الشرقيّة، موطن ثروة المملكة النفطيّة وأقليّتها الشيعيّة. زُيّنت إذًا الدمام والمدن المجاورة كالخبر والظهران بأعلام الدول العربيّة، بما فيها قطر (لكن ليس سوريا)، للترحيب بالدول التي حضرت القمّة. وبالطّبع، تشكّل أيضًا المنطقة الشّرقيّة القسم الأبعد عن اليمن في السعوديّة، وهي على ما يبدو خارج مرمى صواريخ الحوثيّين الباليستيّة المصمّمة في إيران. كان الحوثيّون قد أعلنوا الأسبوع الماضي أنّ العام 2018 هو "عام الصّواريخ الباليستيّة"، وبحسب الأرقام السعوديّة، استهدف 117 صاروخًا مدنًا سعوديّة في الأعوام الثلاثة الماضية.