ديار بكر، تركيا – في منتصف تسعينيّات القرن الماضي، عندما كان النزاع بين المقاتلين الأكراد والقوّات الأمنيّة في أوجّه، أصبح العنف واقعاً يومياً في جنوب شرق تركيا ذي الأكثريّة الكرديّة. ووسط الاشتباكات الدامية، وحالات الإعدام التي كانت تجري خارج نطاق القانون واختفاء المعتقلين، لم تنل المشاكل الأخرى المتفشّية في المنطقة – كالعنف ضدّ المرأة، وجرائم الشرف والزواج المبكر – تغطية إعلاميّة كافية ولا اهتماماً كافياً من الرأي العامّ. لكنّ امرأة كرديّة عزمت على كسر جدار اللامبالاة ومنح المرأة بصيص أمل؛ فهذه الأستاذة المتقاعدة التي تدعى نبهات أكوتش، والتي تعرّض زوجها لعمليّة اغتيال سياسيّة لم يتمّ البتّ فيها، كرّست حياتها من أجل حقوق المرأة، مركّزة جهودها على المعايير الذكوريّة المتجذّرة ورضوخ المرأة نفسها.
بدأت أكوتش وزميلاتها الناشطات العملَ سنة 1996، فأجرين مسوحات بين النساء من أجل تحديد مشاكلهنّ وتوثيقها بشكل أفضل. وفي السّنة التالية، أسّسن مركز مشورة للنساء باسم Kamer في ديار بكر، وهي أكبر مدينة في الجنوب الشّرقي. تمحورت أعمال المركز في سنواته الأولى حول مساعدة ضحايا العنف المنزلي وحماية النساء اللواتي باتت حياتهنّ في خطر بسبب "تلطيخ" شرف العائلة. وسرعان ما نجح المركز في إنقاذ أعداد كبيرة من النساء اللواتي تعرّضن للعنف أو الاغتصاب أو خشين الموت على أيدي أقربائهنّ السّاعين إلى "تنظيف" شرف العائلة.