بدأ للتوّ التوغّل التركي الأحدث في سوريا، لكنّ التركيز يجب أن ينصبّ الآن على أهميّة موعد انتهائه. بحلول نهاية اليوم الخامس (24 كانون الثاني/يناير) من عمليّة أنقرة التي تستهدف السيطرة الكرديّة على عفرين، وصل الجيش التركي والقوّات المحليّة المتحالفة معه، إلى جانب الدّعم الجوّي القريب الذي تقدّمه الطّائرات الحربيّة التّركيّة، إلى عمق 7.5 كيلومترات داخل سوريا من ستّة مرابط ساحليّة، واحتلّوا 11 قرية على الأقلّ. ونشأت الآن جبهة جديدة في جبل برصايا شمال أعزاز حيث تتواصل الاشتباكات العنيفة.
خلافًا للتوقّعات العامّة، لم تنطلق العمليّة من الأرض المستوية نسبيًا على خطّ أعزاز/تل رفعت/عفرين، بل من الاتّجاه المعاكس، عبورًا من الأرض المنحدرة في الشّمال والشّمال الغربي. تريد القوّات المسلّحة التركيّة الاستيلاء أوّلاً على المرتفعات الرّئيسيّة ثمّ فرض حصار طويل الأمد على المدينة التي يبلغ عدد سكّانها 200,000 نسمة. ويبدو أنّ استراتيجيّة القوّات المسلّحة التّركيّة تقوم على فتح عدّة خطوط أماميّة في مناطق مختلفة لتفريق قوّات وحدات حماية الشّعب الكرديّة التي يتراوح عديدها بين 8,000 و10,000 عنصر، وإضعاف خطوطها الدّفاعيّة.