ينتهج العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز ونجله ولي العهد محمد بن سلمان، بعد ثلاث سنوات على تسلّم الملك سلمان سدّة العرش، السياسة الأكثر حدّة في طابعها المذهبي ومناهضتها لإيران في التاريخ السعودي الحديث. المؤسسة الدينية الوهّابية شريكة متحمّسة في هذا المجال، وهذا عنصر جيّد في حسابات السياسة الداخلية للعائلة المالكة.
يعود النفور السعودي من إيران الشيعية إلى ما قبل الثورة الإسلامية. لم يكن السعوديون يثقون بالشاه وطموحاته الإمبريالية، وتسبّبت الأيديولوجيا المناهِضة للأنظمة الملَكية التي تبنّتها الجمهورية الإسلامية في مزيد من التدهور في علاقاتهم مع بلاد فارس. بيد أن الملك عبدالله وقبله الملك فهد سعيا إلى الحفاظ على درجة من الانفراج في العلاقات مع إيران، حتى في أوج الحرب الإيرانية-العراقية، خشية أن يخرج العداء عن السيطرة. حتى إن عبدالله عيّن ديبلوماسياً سعودياً شيعياً سفيراً لبلاده في طهران، وهي المرة الأولى والوحيدة التي يتسلّم فيها شيعيٌّ منصب سفير للمملكة العربية السعودية. أما الملك سلمان فأقدم على قطع العلاقات كلياً مع إيران بعدما أسفر إعدام إمام شيعي سعودي عن اندلاع تظاهرات ضد السفارة السعودية في طهران.