عندما بدأت الاحتجاجات في إيران في 28 كانون الأول/ديسمبر الماضي، وقع حلفاء طهران في المنطقة في حيرة من أمرهم، ولم يكن واضحاً لهم إذا كانت هذه الاحتجاجات تستدعي القلق أم لا. فـ"حزب الله" اللبناني، و"وحدات الحشد الشعبي" في العراق، وحركة "حماس"، و"الجهاد الإسلامي" الفلسطيني، والنظام السوري ذو القدرة على التحدّي، والتي يرتبط وجودها اليوم إلى حد كبير بالقرار الذي اتخذته المؤسسة الثورية الإيرانية بالقتال إلى جانبها – جميع هؤلاء الأفرقاء لديهم أسباب كثيرة للنظر إلى التطورات في طهران وكأنها تحدث في بيروت وبغداد وغزة ودمشق. في اعتقادهم، إذا أمطرت في إيران، من الضروري أن يفتحوا المظلات أينما وُجِدوا.
بالنسبة إلى هذه البلدان، الجمهورية الإسلامية هي أكثر من مجرد مصدر للدعم المالي والسياسي. ففي نظرهم، إيران هي حاملة لواء المشروع المعروف بـ"محور المقاومة"، والذي يخوض مواجهة مفتوحة مع العديد من الخصوم على مستويات مختلفة. على امتداد العقود الأربعة الماضية، كان هذا المحور قيد البناء، وجرى تقديمه تدريجاً إلى الجماهير كبديلٍ عن جميع الأجندات والمسارات الأخرى في المنطقة. وبما أن إيران هي العمود الفقري للمحور، كلما أحدق بها خطرٌ ما، يصبح جميع حلفائها في دائرة الخطر. إنه أحد الأسباب الرئيسة التي تستدعي النظر إلى الاضطرابات الإيرانية من منظار إقليمي.