إنّ تأرجح أنقرة بين طموحاتها الإقليميّة المتلاشية وأولويّاتها الخاصّة بالأمن القوميّ والظروف التي حدّدها شركاؤها في عمليّة أستانا والوقائع على الأرض لا يزال يؤدّي إلى تغّير السياسة التركيّة في سوريا. ويُعتبر الانتشار التركيّ في إدلب – وهو جزء من الاتّفاق الأخير الذي تمّ التوصّل إليه في أستانا بشأن مناطق خفض التصعيد – نتاجاً آخر لهذه التقلّبات ولمساحة المناورة الضيّقة التي تتمتّع بها أنقرة.
منذ حرب الخليج سنة 1991، اعتبرت الحركات السياسيّة التركيّة مثل حزب العدالة والتنمية الحاكم أنّه ينبغي أن تكون تركيا معنيّة بشكل فاعل لكي تتفادى التعرّض للأذى بسبب الاضطرابات في الشرق الأوسط.