تصدّرت الزيارة الرسمية الأولى التي قام بها الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز آل سعود إلى موسكو عناوين الصحف في كل من روسيا ودول الشرق الأوسط. وتمّ تنظيم هذه الزيارة، التي سبق وتم تأجيلها مرات عدة والتي استغرقت أربعة أيام، في سرية تامة وسط إجماع المراقبين على أنها أحدثت تطوراً تاريخياً في العلاقات الروسية السعودية. أما العدد الكبير للوفد المرافق للملك المكوّن من كبار المسؤولين والرؤساء التنفيذيين الذين يحملون برنامج عمل مكثّف مع نظرائهم الروس، فهو دلالة هائلة عن جديّة نوايا الطرفين. ويشعر كل من راقب المشهد الدبلوماسي في موسكو هذا الأسبوع أن الرياض لا تريد تضييع الوقت في تطوير وتعزيز علاقتها مع موسكو بل تعتزم تأمين شراكة خالية من الصراعات مع الروس من خلال معالجة جميع القضايا العالقة معهم في دفعة واحدة.
ويسود إنطباع بأن زيارة الملك سلمان كانت ضرورية للغاية لتعزيز علاقات السعودية الضعيفة مع روسيا. غير أن هذا الإنطباع يتعارض مع إزدياد التعاون بين البلدين بشكل مطرد منذ تولي الملك سلمان العرش في كانون الثاني/يناير 2015. خلال الفترة الماضية زار ولي العهد محمد بن سلمان — الذى يبدو أنه يتولّى أكثر فأكثر الملف الروسي — موسكو واجتمع مع الرئيس فلاديمير بوتين عدة مرات. كما وقام محمد بن سلمان بتوقيع صفقات الطاقة والاستثمار مع موسكو، وتحت رعايته بدأت روسيا والمملكة العربية السعودية بالتفاوض على خفض إنتاج النفط.