يوم 20 تشرين الأوّل/أكتوبر، أصدرت المحكمة العليا في لبنان حكمًا تاريخيًا، وهو حكم الإعدام على اثنين من أعضاء الحزب السّوري القومي الاجتماعي المحلّي. أتى هذا الحكم كخاتمة لقضيّة مستمرّة منذ عقود جرت فيها محاكمة حبيب الشرتوني على اغتيال الرّئيس المنتخب بشير الجميل في خلال الحرب الأهليّة اللّبنانيّة. بالنّسبة إلى بعض اللّبنانيّين، أعطى الحكم حسًا بالعدالة، في حين يشتبه آخرون بأنّ دوافع سياسيّة تكمن خلف صدوره.
إنّ الجميل، الذي كان قائدًا بارزًا ضمن حزب الكتائب ذي الغالبيّة المارونيّة الكاثوليكيّة، كان شخصيّة مرموقة للغاية داخل الحزب وخارجه. وبعد وقت قصير على انتخابه في العام 1982، وافق على مناقشة مسألة تطبيع العلاقات الدّبلوماسيّة بين لبنان وإسرائيل، الأمر الذي عارضته عدّة مجموعات يساريّة في البلد. وردًّا على ذلك، زرع الشرتوني قنبلة خارج مقرّ الكتائب الرّئيسي يوم 14 أيلول/سبتمبر 1982 ما أدّى إلى مقتل الجميل بالإضافة إلى 32 آخرين على الأقلّ.