قبل ثلاث سنوات، في تموز/يوليو 2014، أطلقت إسرائيل عمليّة "الجرف الصامد". وانزلق كلّ من إسرائيل والفلسطينيّين في غزّة في نزاع مسلّح ضدّ إرادتهم. وتحوّلت الحملة إلى أطول جولة حرب في تاريخ قطاع غزّة ودولة إسرائيل، فاستمرّت 51 يوماً وانتهت في ما وصفه اللواء عاموس يدلين (احتياط) بأنّه "تعادل استراتيجيّ غير متماثل".
ومع أنّ "حماس" تلقّت ضربة قاسية، إلا أنّها نجحت في إلحاق ضرر كبير بإسرائيل من خلال قصفها بالصواريخ طوال مدّة الحملة. وزرعت التوتّر أيضاً في نفوس سكّان تل أبيب على الرغم من منظومة "القبّة الحديديّة" للدفاع الصاروخيّ التي كانت تؤمّن للمدينة حماية مطلقة. وخسرت "حماس" الجزء الأكبر من منظومة الأنفاق الخاصّة بها لكنّها لم تُهزم، بل نجحت في الصمود حتّى نهاية الحرب في وجه الجيش الأكثر قوة وتجهيزاً والأفضل تدريباً في الشرق الأوسط. وتسبّبت أيضاً بإقفال مطار بن غوريون الدوليّ في تل أبيب لمدّة 48 ساعة.