في 3 حزيران/يونيو الماضي، عثرت قوّات الجيش التونسيّ على راعي الأغنام خليفة السلطاني (21 عاماً)، مقتولاً في جبل المغيلة في محافظة سيدي بوزيد، في وسط البلاد، بعد عمليّات تمشيط، وتحديداً في المكان نفسه حيث عثر على جثّة شقيقه، ويدعى مبروك، في تشرين الثاني/نوفمبر 2015. وفي اليوم نفسه، أعلن تنظيم "داعش" مسؤوليّته عن مقتل خليفة السلطاني. وكان التنظيم نفسه قد أعلن مسؤوليّته عن قطع رأس شقيقه مبروك، ونشر حينئذ شريط فيديو للراعي الذي كان يبلغ من العمر 16 عاماً في آخر لحظات حياته، بتهمة التعاون مع الأجهزة العسكرية التونسية.
أعادت هذه الحادثة إلى الواجهة الأوضاع الأمنيّة والاقتصاديّة المتردّية التي يعيشها سكّان المناطق الجبليّة التونسيّة المتضرّرة من الجماعات الجهاديّة، في محافظة القصرين وجندوبة وسيدي بوزيد، في الشمال الغربيّ والوسط الغربيّ لتونس، بعد تقلّص النشاط الزراعيّ والرعويّ في المنطقة بسبب الوضع الأمنيّ، وفي ظلّ غياب بدائل من الدولة لفائدة هؤلاء السكّان.