فوق منحدرات جبل منخفض، تهبّ نسمة عليلة من سهل نينوى وتعبر قبب الكنائس الآشوريّة والكلدانيّة والسريانيّة في بلدة القوش. ويبدو الجوّ السلميّ المحيط ببيوت القوش المصنوعة من الحجر والاسمنت في تناقض صارخ مع نقطة التفتيش الواقعة على مخارج البلدة والتي يديرها جنود أفظاظ من البشمركة تابعون لحكومة إقليم كردستان. ويتعارض مع الحرب الدائرة على بعد 25 ميلاً جنوباً، حيث تقاتل الميليشيات والقوّات الأمنيّة العراقيّة تنظيم الدولة الإسلاميّة ("داعش") للاستيلاء مجدداً على الموصل، ثاني أكبر مدينة عراقيّة.
جلس الشمّاس والناشط المسيحيّ ربيع باتروس يونس في مكتبه المنزليّ بعد إجرائه مكالمة هاتفيّة بلغته الأمّ، السريانيّة. وعلت وجهه ابتسامة متردّدة.