مع دقّات أجراس عيد الميلاد، اعتاد الأقباط المصريّون في عامي 2015 و2016 أن يروا الرئيس المصريّ عبد الفتّاح السيسي بين المحتفلين بليلة عيد الميلاد في الكاتدرائيّة بميدان العباسيّة بالقاهرة، وها هو للعام الثالث على التوالي، يزور في 6 كانون الثاني/يناير من عام 2017 الكاتدرائيّة، ويقدّم إلى الأقباط وبابا الإسكندريّة وبطريرك القرازة المرقسيّة الأنبا تواضروس التهاني، وسط ظروف خاصّة هذا العام.
نعم وسط ظروف خاصّة، فالكاتدرائية التي وقف فيها عبد الفتّاح السيسي ليلقي كلمته، متوجّهاً إلى الأقباط والمصريّين عموماً بمناسبة عيد الميلاد، لا تبعد إلاّ أمتاراً قليلة عن الكنيسة البطرسيّة، حيث شهد المئات من المصلّين المسيحيّين تفجيراً مروّعاً أثناء قدّاس يوم الأحد في 11 كانون الأوّل/ديسمبر بداخلها، أسفر عن عشرات القتلى والمصابين، وربّما احتاجت الظروف الخاصّة تعاملاً خاصّاً من السيسي، إذ لم يكتف بزيارة الكنيسة وتقديم التهاني بعيد الميلاد، وإنّما أعلن عن تبرّعه بـ100 ألف جنيه مصريّ من أمواله الخاصة لبناء كنيسة ومسجد في العاصمة الإداريّة بالقاهرة الجديدة.